فيلم »حين ميسرة« حالة من الجدل داخل الشارع المصري، بما فيه من ناس عاديين، ونقاد وسينمائيين، البعض اعترض علي ما قدمه الفيلم، وهناك ناس رأت أن الفيلم يعكس الواقع الحقيقي الذي تعيشه بعض الطبقات في مصر، إذن حالة الجدل التي عاشها الفيلم شيء طبيعي ومنطقي، لأن البشر اختلفت حول الأنبياء، والأديان منذ مئات السنين، إذن فالاختلاف في الرأي شيء موجود، وعلينا أن نتعامل معه وفق هذا المنطق،
أما مبدأ من يختلف معي فهو ضدي فهو شيء مرفوض، ويعكس حالة فوضي داخلية، خالد يوسف في أفلامه يرفض الديكتاتورية التي أدت إلي وصول الوطن الذي نعيشه إلي هذه الحالة المتردية، وكل المهمومين بحال بلدنا يحسون ويشعرون بأن هناك مواطناً مقهوراً ومطحوناً وهذا المواطن في اللحظات والأيام السوداء هو الذي يحمل طين البلد يحارب من أجل راحة القلة المنتفعة إذن نحن نشعر بأحاسيس خالد يوسف لأنها جزء منا، ونحن جزء منها، لكن خلال حلقة »العاشرة مساء« التي عرضت مساء الثلاثاء الماضي علي شاشة »دريم« لم يتعامل خالد يوسف مع الانتقادات التي وجهت له بهدوء بل قابلها بنفس الديكتاتورية التي يحاربها فهو يهاجم بشراسة كل من ينتقده، وهناك فارق كبير بين أن تدافع عن وجهة نظرك، ومن الخناقة في الشارع.
وجهة نظر خالد تعاطف معها الكثير ممن شاهدوا البرنامج لأنها أقرب إلي وجهة نظر الشارع في الفيلم، الذي يرفض مجرد النقد، طبيعي أن تج دناقداً مهذباً مثل أحمد المسلماني يتعارض معك في بعض النقاط، المسلماني اعترف بأهمية الفيلم كلغة سينمائية، وهو الشق الأساسي الذي يُسأل عنه خالد، في المقابل اعترض علي الصورة التي ظهر عليها المصريون واتهم الفيلم بأنه ضد التقدم لأنه لم يقدم من وجهة نظره حلولاً للإصلاح، وكان رد خالد يوسف منطقياً بأن الحياة التي يعيشها الناس في العشوائيات مؤلمة، وأن لغة الحوار التي كان عليها الفيلم واعتمادها علي بعض الشتائم لغة واقعية وليست مصطنعة.
أما ما يثير الاشمئزاز فهو تلك الحالة التي بدت عليها سمية الخشاب خلال البرنامج، فهي تناست أنها أمام كاميرا، وتعاملت بلغة تعكس ثقافتها وتحضرها، اتصل أحد المشاهدين يعتب علي ظهورها بملابس عارية في الفيلم، وهو حقه، كما وحقها في الرد، لكنها فجأة قاطعت المشاهد قائلاً »إنت فيه حد مسلطك« تقول كده، وواصلت وصلة الردح بقولك إيه يا حبيبي هو انت ما بتشفش القنوات اللي طول النهار بتطلع ناس بتغني وهي »عارية«، وأنا أراهنك لو كنت شفت الفيلم.. أعتقد أن هذا ليس رد فنانة، لكنها وصلة ردح غير مقبولة، وأعتب علي مني الشاذلي مقدمة الحلقة أنها لم تضع حداً لهذه الفنانة لأن المشاهد في النهاية ضيف علي برنامجها، ويجب ألا يتهم بهذه الاتهامات مثل »مين مسلطك« لأنها تعني أن المشاهد مأجور، وهي اللغة التي يستخدمها بعض أنصاف الفنانين عندما يتعرضون لانتقادات، وبالمناسبة ما قالته هذه الفنانة التي لم يتجاوز عمرها الفني أصابع اليد، يردده الكثير ضد الصحفيين، وأعتقد لو أن من يرددون هذا الكلام ينشغلون بفنهم فهذا أفضل لهم بدلاً من الظهور بهذا الشكل في الفضائيات.
في كل الأحوال فيلم حين ميسرة كان إضافة للسينما المصرية، لكن علي صناعه أن يكونوا أكثر هدوءاً قبل أن يفقدوا تعاطف الناس معهم.