ريدا بطرس: من يشككون في قدراتي الصوتية لا يفهمون
حوار : كمال سلطان
ريدا بطرس مطربة لبنانية شابة من مواليد اكتوبر 1973، حققت شهرتها في البداية مع شقيقتها نينا حيث شكلتا سويا اول ثنائي نسائي في الوطن العربي، وكان اول ألبوم صدر لريدا هو «ليالينا» عام 1995 وألبوم «بأمارة ايه» عام 1996، و«منعاتب يا اسمر» عام 1998، ثم اعتزلت شقيقتها «نينا» الغناء لتختار تكوين اسرة وهي تعيش حاليا مع زوجها في اميركا. بعد اعتزال شقيقتها صارت خطوات ريدا الفنية بطيئة، فقد سافرت ايضا للاقامة في اميركا لفترة وكان هذا الابتعاد مقصودا من جانبها حتى تعود للجمهور بعمل قوي يتذكرها به وتستطيع الانطلاق من خلاله. وفي ألبومها الاخير «شكلك ما يطمنش» نجحت ريدا في العودة لجمهورها بألبوم قوي قدمت من خلاله تسع اغنيات تعاونت خلالها مع كبار الشعراء، والملحنين. وفي هذا الحوار حكت لنا ريدا عن بداياتها الفنية مع شقيقتها وعن ملامح ألبومها الاخير وغيرها من الامور الشخصية والفنية نعرفها معا في هذا الحوار.
سألتها اولا عن بداياتها الفنية وكيفية احترافها الغناء فقالت: بدأت مع شقيقتي نينا، ومع الموسيقار ملحم بركات، ووجدنا صدى طيبا لاننا شكلنا ثنائيا نادرا في العالم العربي كأختين وتوسعت شهرتنا للخارج ثم جاء وقت وتزوجت اختي وتركت مجال الفن وجدت نفسي وحيدة فوقعت في حيرة هل استكمل طريق الفن ام اتوقف حيث شعرت برهبة من مواجهة الجمهور الذي اعتاد على رؤيتنا انا وشقيقتي معا، واستشرت المقربين لي فشجعوني على استكمال مسيرتي الفنية خاصة الموسيقار ملحم بركات وجورج وسوف وعدد كبير جدا من اصدقائي.
_ وهل اثر عليك ابتعاد شقيقتك؟
ـ نعم فقد اصبحت خطواتي الفنية بطيئة ولم يكن ذلك بارادتي وانما بسبب الظروف التي فرضت علي لانها لم تكن في صالحي بالمرة، وبعد اصداري ألبومي بمفردي، قصدت الابتعاد قليلا عن الاضواء لكي يرتبط ظهوري بعمل فني جديد، فكنت ارفض التعاقد على العديد من الحفلات رغبة مني في تقديم اغان جديدة، وقد سافرت بعد ذلك الى اسرتي في الولايات المتحدة الاميركية وعشت مع اهلي هناك لفترة، وانا عندما اشعر بالضيق اسافر اليهم على الفور.
_ وكيف سارت خطواتك الفنية بعد اعتزال «نينا»؟!
ـ عندما بدأت الغناء دون «نينا» تعاقدت مع شركة سوني وانا الوحيدة من الشرق الاوسط التي اختارتها الشركة للتعامل معها، ومن خلالها انتجت ألبومي الاول علقتني الذي تكون من 13 اغنية ووجد صدى ونجاحا كبيرا وقتها، ولكن بعد طرح الالبوم في الاسواق انسحبت الشركة واغلقت فروعها في الشرق الاوسط فتغير كل شيء في لحظة وصدمت ولم تكن لدي رغبة في الغناء مجددا فذهبت الى اميركا ومكثت هناك عدة اشهر ثم رجعت وتحمست جدا للعودة الى فني وجمهوري فقد وجدت ان الفن يجري في دمي فهو حبيبي وشريك عمري ومع عودتي مجددا تعاقدت مع شركة اف بي للانتاج الفني وكان ألبوم «شكلك ما يطمنش».
_ ما الجديد الذي قدمته من خلال هذا الالبوم؟
ـ الالبوم ضم تسع اغان واغنية سجلت بطريقة الريمكس وهي «ماشي يا زمن» واغنيتين كلاسيك وتعاملت فيه مع ملحنين كبار امثال مروان خوري وطارق ابوجودة والملحن الراحل رياض الهمشري رحمه الله ومحمد يحيى وشعراء مثل امير طعيمة وطوني ابي كرم وسمير نخلة والياس ناصر وجون صليبة والموزعين هاني يعقوب وهادي شرارة وتنوعت الاغاني ما بين اللبناني والمصري فالمغني جديد والتوزيع جديد.
_ بماذا تردين على من يقول بانك تلجأين دائما للتغيير في شكلك بسبب ضعف امكاناتك كمطربة؟
ـ انا بالفعل اغير في شكلي دائما لان التغيير مطلوب حتى لا يمل الجمهور من الفنان وانا اختار ما يليق علي حتى لا اصدم الناس، اما من قال هذا الكلام الذي ذكرته فأنا لا استطيع ان ألومه لانه قد يكون لا يعرفني ولا يفهم صوتي، واقول لهم انا لست هكذا ومن الصعب ان يحكي الانسان عن نفسه، لكن بالنسبة لي فان اهم الشعراء والملحنين مثل الموسيقار ملحم بركات وجورج وسوف والشاعر توفيق بركات اهم الفنانين بالساحة الفنية اشادوا بصوتي كما انني مررت باختبار الاذاعة والتليفزيون واهم الناس اشادوا بصوتي واجتزت الاختبار بتفوق.
_ ذكرت في حديث صحفي ان اغنية «علقتني» موجهة لشخص معين، فمن هو هذا الشخص؟
ـ هذا حقيقي والاغنية تقول كلماتها «نطرتك ساعة ورا ساعة على الموعد ماجيت.. بايدك مش حامل ساعة وما عندك توقيت، راح اجيبلك ميت ساعة وساعة، والساعة اخت الساعة تحملهم كلهم بأيدك فما تقولي نسيت»، وهذه الاغنية موجهة لاحد اصدقائي وهو انسان لا يأتي في موعده ابدا فان قال انه سيحضر في الواحدة ظهرا فانه يأتي في العاشرة مساء! فغضبت منه جدا واتصلت بالشاعر طوني كرم والملحن طارق ابوجودة وطلبت منهما تجهيز اغنية تحكي عن تلك المواقف ورغم ذلك فقد ظل على طريقته في التعامل مع المواعيد.
_ ما رأيك في الفنانات اللاتي ظهرن مؤخرا وحققن انتشارا سريعا رغم عدم امتلاكهن الموهبة؟
ـ لا دخل لي بهن ولا افكر في ان افعل مثلهن لان الطريقة التي وصلن بها لا يشرفني ان اصل من خلالها فلا اخلاقي ولا تربيتي تسمح لي بان اكون مثلهن فما يقدمنه من فن لن يبقى وسينتهي سريعا وانا شيء آخر مع احترامي لهن.
_ من المطربة التي تلفت نظرك؟
ـ احب شيرين عبدالوهاب جدا فهي فنانة حقيقية تحمل احساسا عاليا ولا امل من الاستماع الى صوتها وكذلك احب جدا صوت الفنانة الراحلة ذكرى.
_ اذا فكرت في خوض تجربة الدويتو، فمن هو المطرب الذي تحبين ان يشاركك الغناء؟
ـ اتمنى ان يجمعني دويتو بالمطرب فضل شاكر فهو فنان بمعنى الكلمة وأحب احساسه واداءه وكذلك وائل كفوري وتامر حسني فهو فنان جميل اتمنى التعاون معه.
_ هل اصابك الغرور يوما؟
ـ اطلاقا، فالغرور مقبرة الفنان وبقدر ما يكون الفنان مبدعاً حقيقياً بصوته واحساسه فاذا تخلله الشعور بالغرور فان ذلك سيحرقه ويسقطه إلى سابع ارض فمن المهم ان يظل الفنان محافظاً على تواضعه وطبيعته فهذا كفيل بان يعلو شأنه واسمه.
_ ما اصعب المواقف التي تعرضت لها على المستوى الفني؟
- الحقيقة ان اصعب المواقف التي تواجهني هي سوء حظي مع شركات الانتاج فانسحاب شركة سوني من الشرق الاوسط شكل لي كارثة كبيرة في وقتها واصبت بالاحباط وعدم الرغبة في الغناء وعندما عدت ووقفت على قدمي من جديد صدمت بخيبة أمل اخرى مع نصر محروس عندما ابرمنا اتفاقاً، وتعاقدا وكنت سعيدة للغاية لان نصر فنان إلا انه كان من النوع الذي ياخذ وقتا ولا يتسرع في العمل وانتظرته حوالي سنة وفي النهاية اضطررت إلى الغاء العقد عن حب ورضا لكنه اثر عليّ كثيراً فالظروف دائما تعاكسني والحظ دائماً بيني وبينه سوء تفاهم، ولكن اتمنى ان يتحسن حظي قريباً.
_ الاشاعات هي السمة المميزة للوسط الفني. فكيف تتعاملين مع الاشاعات التي تنالك؟
- في البداية كنت افضل عدم الرد.. وكنت استمع لتلك الاشاعات والاقاويل واسكت لانني محترمة لنفسي.. لكني اكتشفت انني يجب الا اسكت حتى لا يعتقد الاخرون انني مخطئة بالفعل.. ومن المواقف السخيفة التي ازعجتني ولم استطع ان اسكت عليها هي عدم ذكر الملحن مروان خوري الذي لحن لي اغنية «ماشي يا زمن» لاسمي عندما يسأل عن المطربات اللاتي لحن لهن.. رغم ان شهرته الحقيقية جاءت من خلال الاغنيات التي لحنها لي فهذا يشعرني بالضيق والغضب.
_ تردد ان المطربة اصالة هي سبب استبعادك من شركة روتانا. فما تعليقك؟
- لقد سمعت ذلك بالفعل من زوجها السابق أيمن الذهبي واحدى صديقاتها المقربات وصدقتهم لانني كنت في البداية ومازلت صغيرة.. اما الآن فالوضع مختلف فلا اصدق ما يقال بسهولة وأصالة أكبر من ذلك بكثير وظهرت الحقيقة فيما بعد وهي انهم فعلوا ذلك بدافع الغيرة والغيظ منها، وانا وأصالة فتحنا صفحة جديدة وتربطنا علاقة صداقة.
_ وماذا عن الحب في حياة ريدا بطرس؟
- قلبي يدق حالياً واعيش قصة حب لكنني لن اخوض في تفاصيلها حالياً لان الموضوع لم يصل إلى درجة الارتباط بعد. وإن شاء الله تتوج هذه القصة بالزواج قريباً.
_ وهل يمكن ان تعتزلي الغناء من أجل الحب مثلما فعلت شقيقتك نينا؟
- هذا الامر ليس مستبعداً، فاختي كانت تقول انها لن تترك الفن ابداً، لكنها احبت، وتزوجت واعتزلت وتعيش حياة سعيدة فالانسان لا يعرف ماذا يخبئ له القدر من الممكن ان تصادف شخصاً ينسيك الدنيا وما فيها وتكون على استعداد للتضحية بكل شيء من أجله.. فاذا جاء النصيب فكل الافكار يمكن ان تتغير.