هانى سلامة : أرفض مبدأ السينما النظيفة !!

هاني سلامة: أرفض مبدأ السينما النظيفة

هانى سلامة : أرفض مبدأ السينما النظيفة !! 8427e54fa4

هاني سلامة هو أحد اكتشافات المخرج الكبير يوسف شاهين الذي قدمه لأول مرة من خلال فيلم «المصير» الذي اظهر من خلاله موهبته الغنائية مثل موهبته التمثيلية ايضا.. تخرج هاني من الاكاديمية الحديثة قسم علوم الكمبيوتر عام 2000 ودرس في الكويت أثناء عمل والده هناك ثم انتقل الى القاهرة وكان دخوله الى عالم الفن بالمصادفة عندما تقدم الى شركة مصر للافلام العالمية التي يملكها المخرج يوسف شاهين وكان فيلم «المصير» هو البداية انطلق بعدها ليقدم بطولات متعددة في السينما مثل «العاصفة» مع خالد يوسف و«أصحاب ولا بيزنيس» مع علي ادريس و«ازاي البنات تحبك» مع احمد عاطف و«انت عمري» و«ويجا» و«خيانة مشروعة» مع خالد يوسف.

سألته أولا عن دوره في فيلم «الاولة في الغرام» الذي عرض بنجاح العام الماضي فقال: اجسد شخصية شاب يعيش حياة الرفاهية ثم تتحول حياته الى النقيض تماما فيضطر للعيش في الشوارع والمخابئ بسبب مطاردة الشرطة له كما يضطر الى التنكر في عدة شخصيات وتتحول حياته الى جحيم ويشاركني بطولة الفيلم منة شلبي وأحمد راتب وجميل راتب ودرة.

_ هذا الدور بالاضافة لدورك في فيلم «خيانة مشروعة» هل جاء تمردا على دور الشاب الرومانسي الوسيم؟

- لا أريد ان يتم تصنيفي ضمن نوع معين في الادوار وان كانت معظم افلامي قبل «خيانة مشروعة» تدور في قالب رومانسي الا انني كنت أتمنى ان اقدم دورا مختلفا عما قدمته من قبل وقد كان ذلك في «خيانة مشروعة» فدوري بالفيلم كان يحتوي على قدر كبير من الشر والعنف وضمن لي تنوعا في أدائي كنت في حاجة إليه لأثبت أنني قادر على تقديم أدوار شر والحمد لله نجحت من خلال «خيانة مشروعة» الذي فرض نفسه من خلال الايرادات وأتمنى لفيلم «الاولة في الغرام» ان يحقق نفس النجاح خاصة انها تجربة جميلة أعتز بها مع كاتب كبير بحجم الاستاذ وحيد حامد.

_ لو عدنا إلى دورك في فيلم «خيانة مشروعة» فكيف كانت استعداداتك لدور هشام البحيري الذي جسدته بالفيلم؟

- أنا كنت اقرأ كل مشهد مع المخرج خالد يوسف وهو يكتب الفيلم وكنت اتابع كل خطوة في كتابته حتى باقي الادوار قرأتها وكنت أتناقش مع خالد في كل التفاصيل وبالتالي تابعت الشخصية ودرستها بإتقان شديد جدا ودرست ملامحها وتصرفاتها وشكلها ودخلت التصوير وأنا ملم بكل تفاصيل الشخصية، وشخصية هشام البحيري لم تكن سهلة وانما مركبة ومتقلبة فهي شخصية مليئة بالمتناقضات ومعيار الخير والشر بداخله يتغير وفقا للظروف التي تضعه الحياة فيها ككل البشر فمثلا هو شاب نشأ في اسرة ثرية جدا يوفرون له كل متطلباته المادية ولكنهم نسوا أهم شيء هو في اشد الحاجة إليه وهو احتياجه الشديد للحنان والحب مما جعله فريسة سهلة لـ «شهد» التي سيطرت عليه تماما لأنها كانت الوحيدة الحنونة عليه وهنا بالتحديد تعاطفت معه وكذلك في النهاية عندما استيقظ ضميره وسعى لأن يغير من نفسه ولكن بعد فوات الأوان.. اما أكثر مشاهد كرهي لهشام البحيري فعندما قتل أخاه وزوجته.

_ هل تقمصك للشخصية اثر عليك في حياتك العادية بعيدا عن التصوير؟

- أنا لا أتقمص الشخصيات لدرجة أنني اعود بها الى البيت ولكن ربما أكثر المشاهد التي ارهقتني نفسيا هي مشاهدي مع الفنان هشام سليم لأنه كان لا بد ان أبدو بريئا وواثقا من براءتي وأنا مرتكب جرائم فظيعة وبداخلي شر كبير وهذا احتاج مني الى ان أتشبع بالشخصية كي يبدو أدائي طبيعيا وتلقائيا جدا ولكن اذا قارنت هذا الدور مثلا بباقي أدواري التي قدمتها سأجد أن أكثر دور أرهقني نفسيا جدا كان دوري في «انت عمري» لأنه قائم اساسا على الحزن والاكتئاب والمرض وانتظار لحظة الموت وافتقاده لابنه وبالتالي تأثرت به جدا لدرجة أنني بكيت «بجد» في المشاهد التي كان بها بكاء وعشت فترة تصوير الفيلم في مود حزين.

_النجاح الكبير الذي لاقاه فيلم «خيانة مشروعة» أعاده البعض الى قوة أدائك خاصة في استخدام نظرات العين.. فماذا يعني لك ذلك؟

- الحقيقة انني لم أتوقع رد الفعل ولكن هذا دليل على أنني أتطور وأكتسب جمهورا جديدا في كل عمل وهذا شيء مهم ويسعدني جدا لأن مَنْ علمني لغة التمثيل بالعيون هو استاذي يوسف شاهين والحمد لله انني نجحت في اتقانها خاصة في هذا الفيلم لأنها كانت أساسية ومهمة ويتوقف عليها نجاح الشخصية، وكان هذا هو أهم ما ركز عليه خالد يوسف، فدائما العين هي التي تعكس ما بداخل الانسان وللعلم الممثل الذي ينجح في توصيل احساس معين بعينه فقد وصل الى قمة النضج الفني.

_ما سر ارتباطك الوثيق بالمخرج خالد يوسف؟

- قدمت مع خالد يوسف أربعة أفلام هي «العاصفة» و«انت عمري» و«ويجا» و«خيانة مشروعة».. واعتقد اننا اصبح بيننا كيمياء عالية جدا لأكثر من سبب فنحن اصدقاء من زمان ومتفاهمان جدا على المستويين الشخصي والفني، كما اننا تخرجنا من مدرسة فنية واحدة هي مدرسة يوسف شاهين.. وانا احترم جدا في خالد يوسف طول فترة استعداده للفيلم قبل البدء في تصويره لأن هذا يعطي لفريق العمل فرصة لمناقشة كل التفاصيل، وقد قدمنا معا أربع تجارب مختلفة عن بعضها وعن السائد في السينما حيث قدمنا في «العاصفة» فيلما سياسيا ولم يكن هذا النوع موجودا وقتها وكذلك في «انت عمري» قدمنا فيلما رومانسيا تراجيديا واعتقد ان فيلم «حبيبي دائما» كان آخر فيلم تم تقديمه بهذا الشكل عام 1984,. كما انه غامر في «ويجا» و«خيانة مشروعة» بتقديم شكل سينمائي جديد على السينما المصرية تماما.

_على ذكر السينما المصرية.. ما رأيك فيما تردد عن ان قصة «خيانة مشروعة» مأخذوة من فيلم أجنبي؟

- اؤكد لك على ان الفيلم غير مقتبس على الاطلاق لكنه خاص بالواقع المصري لكن ما قد يغيب عن البعض ان الأعمال السينمائية في العالم كله تدور في فلك 20 تيمة تقريبا ما بين شر وكوميدي ورومانسي وأكشن وفي النهاية أهم شيء هو طريقة التناول واسلوب الأداء وملامسة الموضوع للواقع الذي نعيشه واعتقد ان الفيلم ليس له أي علاقة بأي فيلم أجنبي.

_ وما تعليقك على تشبيهك بآل باتشينو وروبرت دي نيرو خاصة في أفيش الفيلم؟

- اتمنى ان اصل الى واحد على الألف من ادائهما وصدق احساسهما فأنا اعشقهما ولكني لم اقصد ابدا ان اتشبه بهما سواء في الافيش او الاداء وعلى فكرة لم اتخيل ان يلقى الافيش كل هذا الاهتمام من الناس فعندما صورته لم نكن قد بدأنا تصوير الفيلم وقلنا سوف نتصور بشكل مبدئي ولكن بعد انتهائه فوجئنا بأنه رائع فاستقررنا عليه.

_ هل انت راض عن إيرادات أفلامك؟

- لن ادعي ان الايرادات لا تهمني فأنا اكون سعيدا اذا حقق الفيلم ايرادات لكن ما يسعدني اكثر هو ان اقدم فيلما جيدا ويحقق ايرادات معقولة او حتى ضعيفة وان كانت ايراداتي حتى الآن جيدة ومن السهل جدا ان اقدم فيلما تافها ويحقق ايرادات عالية ولكن ماذا سأكسب عندما ينسى الجمهور الفيلم قبل الخروج من صالة العرض.

_ لكن المنتجين لهم رأي مخالف لرأيك؟!

- هذا ما يجعلني حزينا فالمنتجون اصبحوا ينظرون الى شباك الايرادات وليس الى القيمة الفنية فحتى لو كان البطل يمثل لأول مرة فأهم شيء هو ما حققه من ايرادات؟ فهذه هي الطريقة التي يتعامل بها المنتجون لكنني أبحث عن عمل يصنع لي رصيدا سينمائيا جيدا.

_ وكيف ترى منافسة الأفلام خلال الصيف القادم خاصة وان لك فيلما يدخل السباق؟

- المنافسة شديدة وقوية خاصة في ظل حرص كل ممثل على تقديم عمل فني محترم ينال اعجاب الجمهور ويضاف لتاريخه وهو ما يصب بالكامل في مصلحة السينما بشكل عام فهو يزيد من التوزيع الخارجي لأفلامنا وارى اننا اكثر الاجيال السينمائية تصالحا مع انفسنا حيث تجمعنا علاقات طيبة جدا.

_ لماذا اعتذرت عن بطولة فيلم «السفاح»؟

- السبب هو تشابهه مع «خيانة مشروعة» لذلك اعتذرت عنه.. ولكن هذا لا يمنع انني كنت معجبا جدا بقصة الفيلم التي كتبها الفنان خالد الصاوي لانه تناول قصة حقيقية من ارض الواقع لكن كل شيء
نصيب.

_ لماذا تحتوي افلامك دائما على مشاهد ساخنة؟

- لا توجد مشاهد ساخنة في فيلمي الاخير خيانة مشروعة اما بالنسبة لأفلامي السابقة التي كان بها العيد من المشاهد الساخنة فقد كانت لخدمة السياق الدرامي وانا لا اوافق بمبدأ السينما النظيفة واؤكد انه لا يوجد شيء اسمه السينما النظيفة او غير النظيفة ولا يوجد اي سبب تافه مثل وجود قبلة او احضان يمنعني من عمل الفيلم ، فالكل في النهاية يخدم السياق الدرامي.

_ ماهي نوعية الادوار التي تحلم بتقديمها؟

- اي دور لم اقم بتقديمه من قبل فأنا مثلا لم اقدم فيلما كوميديا او استعراضيا فأنا اتمنى تقديم فيلم استعراضي على مستوى عال من الابهار والتقنية في الرقصات والغناء والاضاءة والملابس ولكن فيلما كهذا يكون مكلفا جدا بالاضافة الى عدم وجود منتجين يستطيعون المغامرة بانتاج فيلم استعراضي.

_ هل تشاهد زوجتك افلامك؟

- نعم «بريهان» تشاهد افلامي حتى قبل زواجنا وقد شاهدت فيلم «خيانة مشروعة» واعجبها جدا لكن حماتي كان لها رأي آخر فقد قالت لي: لو كنت شاهدت الفيلم قبل زواجك منها لما زوجتها لك والحمد لله انا بيني وبين زوجتي تفاهم كبير وكل منا يعرف حقوق الآخر وواجباته وهذا مهم جدا لنجاح العلاقة الزوجية.