جمال سليمان: زوجتي سر نجاحي ولا تغار من المعجبات القاهرة ـ منوعات الوطن
تألق النجم السوري جمال سليمان في دوره في مسلسل «أولاد الليل» في ثاني إطلالة له على الدراما المصرية بعد نجاحه الكبير من خلال دور مندور أبوالدهب في مسلسل «حدائق الشيطان» والمسلسل من بطولة سليمان مع غادة عبدالرازق وخيرية أحمد وسميرة عبدالعزيز وعلاء مرسي ومن تأليف د.محمد سليمان واخراج السورية رشا شربتجي في أول تجربة لها مع الدراما المصرية. كما يخوض سليمان تجربة العمل في السينما المصرية لأول مرة من خلال فيلم «ليلة واحدة» مع عدد من النجوم الشباب ومنهم راندا البحيري وأحمد فلوكس وهو من تأليف د. محمد سليمان واخراج أكرم فريد ويدور في إطار تشويقي حول جريمة قتل تقع في احدى المدن السياحية ويسعى سليمان الذي يجسد دور ضابط شرطة لكشف غموضها.
والحديث مع جمال سليمان حديث شيق لأنه يتمتع بجانب كبير من الثقافة التي تجعله ملماً بكل شيء سواء في المجال الفني أو السياسي على مستوى الوطن العربي كله.. وقد يكون اهتمامه بالسياسة نابعاً من كونه عمل لفترة بالأمم المتحدة كسفير للنوايا الحسنة.
وفي هذا الحوار نبحر معاً في قلب وعقل هذا الفنان الكبير لنتعرف منه على جديده في الفن والحياة.. فإلى تفاصيل الحوار.
سألته أولاً عن مسلسل «أولاد الليل» الذي عرض في رمضان فقال: جسدت من خلال المسلسل دور «سعيد» الذي يتنافس مع عمه «سلطان» على من يمتلك مشاريع العائلة، وفي الوقت نفسه يدخل في صراع شديد من أجل ان يصبح ملك السوق، وفكرة «أولاد الليل» تدور حول ما يحدث بعيداً عن العدالة في حربه مع التجار والمسلسل يناقش ظهور طبقات جديدة في المجتمع تمتلك المال والنفوذ وتسعى لشراء التاريخ بأي ثمن.. والمسلسل تدور أحداثه في بورسعيد، وهو عبارة عن مجموعة من القصص الاجتماعية التي تجسدها شخصيات كوميدية وتراجيدية، إنها صورة عامة عن المسلسل الذي كتبه الدكتور محمد سليمان وتخرجه رشا شربتجي ويشاركني بطولته عدد من نجوم مصر مثل غادة عبدالرازق وسميرة عبدالعزيز وخيرية أحمد وحسن صالح وغيرهم.
- تخوض أيضا أولى تجاربك في السينما المصرية من خلال فيلم «ليلة واحدة» فماذا تقول عن هذا الفيلم؟!
- اجسد من خلال الفيلم دور عميد شرطة يحقق في جريمة قتل تقع في أحد المنتجعات وقد سبق لي تجسيد دور المحقق في مسلسل سوري بعنوان «اختفاء رجل» وبعد كل هذه السنوات عدت لأقدم دور المحقق في السينما، لكنه محقق من نوع آخر، فالفيلم من حيث الشكل بوليسي، أما في جوهره فهو اجتماعي إنساني يدور حول مجموعة من الطلبة يقومون برحلة لأحد المنتجعات واثناء جودهم فيها يقتل أحدهم. ولأن الفندق لا ينزل به إلا هم ومجموعة من الأجانب يصبح القاتل واحدا منهم، ويستدعى المحقق كي يحقق في الجريمة ولا يكون أمامه سوى ليلة واحدة لإنهاء مهمته، ويقوده التحقيق إلى الدخول في عالم معقد به الكثير من الغرف الخلفية التي يدخل بها ويكاد يضيع وتصوير عملية التحقيق كلها تتم ليلاً، لكن كل واحد من المتهمين يسترجع علاقته بالقتيل عن طريق «الفلاش باك».
- ما الذي جذبك لقبول دورك في هذا الفيلم؟
- لقد أحببته بمجرد قراءتي له واحسست انه دور رائع، واحببت فكرة الفيلم لأنه عمل متميز يجمع بين القيمة وبين متطلبات السوق، وعادة ما نواجه احد امرين في السينما ان يكون الاتجاه فنيا جدا فلا يصمد العمل كثيرا في شباك التذاكر او ان يكون الفيلم مصنوعا اساسا من اجل شباك التذاكر فيحقق نجاحا وقتيا لكنه لا يصمد مع الزمن ولا يحسب كجزء من التراث السينمائي المهم، وانا اعتقد ان الفيلم سيحقق هذه المعادلة الصعبة بسبب مجموعة الشباب الرائعين الذين ينتظرهم مستقبل واعد وهم راندا البحيري واحمد فلوكس ومروة عبدالمنعم، وغيرهم.
- على ذكر هؤلاء الشباب، ألم تشعر بالقلق لان تجربتك السينمائية الاولى في مصر خالية من النجوم؟
ـ ارى ان هناك اتجاها ظهر في السينما المصرية مؤخرا باسناد ادوار البطولة في الافلام الى ممثلين جدد وهذه ظاهرة صحية فلا يصح ان تستمر الحركة السينمائية بنفس الوجوه الى ما لا نهاية لان هذا امر غير صحي كما انه لا يصح في المقابل ان يكون لدينا ممثلون كبار ونجوم نستغني عنهم ونقول اننا ندعم الشباب فقط المشكلة في مجتمعاتنا اننا دائما نختار بين بديلين، لا بد ان نتعلم من التجربة الاميركية في السينما، فهناك ال باتشينو وليوناردو كابريو في فيلم واحد، او روبرت دي نيرو امام ممثلة شابة في نفس الفيلم، الحياة فيها الكبار والشباب والاطفال فيها الاغنياء والفقراء، والسينما تعتبر انعكاسا لهذه الحياة، فلماذا لا تجمع بين كل هذا، تجربتي في هذا الفيلم اثبتت ان مصر ولادة بالفعل فهناك مواهب شابة رائعة، وفي هذا العمل سيستمتع الجمهور بأداء الشباب لان لديهم رغبة حقيقية في عمل شيء مؤثر، وانا اعترف انهم اثروا عليّ في عدد من المشاهد التي شاركتهم فيها، وهذا شيء يدعو للبهجة والسعادة لكل مصر ايضا.
- من وجهة نظرك لماذا احبك الناس في دور «مندور ابوالدهب» رغم كونه دورا شريرا؟!
- لانني لم اقدم الشخصية من جانب واحد، وانما قدمتها كشخصية تحتوي على الخير والشر معا واعتقد ان ابسط دليل على ذلك هو ما يحدث في العراق فهناك اختلاف حول شخصية صدام حسين، لقد احبه البعض، كما احب الكثيرون الطاغية عبر التاريخ لانه بالنسبة لهم الاب والزعيم، والقيصر في مسرحية شكسبير يوليوس قيصر كان يحظى بشعبية وحب كبيرين رغم انه وصل الى درجة هائلة من الطغيان لقد رأى فيه الناس شخصية المخلص، وفي هذا السياق يأتي «مندور ابوالدهب» رغم انه ليس حاكما او رئيسا فليس من الضروري ان يأتي الطاغية بأنياب طويلة فنحن لم نر ذلك الا على الشاشة فقط لانه غير موجود بالواقع.
- ما مدى صحة ما يقال انك بدأت تفرض شروطك على المنتجين ورفعت اجرك بعد نجاح دورك في «حدائق الشيطان»؟
ـ اسمع كلاما كثيرا عن ان نجاح جمال سليمان افسده وجعله يملي شروطه ويتحكم في كل كبيرة وصغيرة، ولم يفكر احد في سؤال المنتجين انفسهم عن ذلك، انا استمتع بالنجاح والشهرة خارج البلاتوه وانا في مطعم او مكان عام، حب الجمهور يغمرني بالسعادة لكن بمجرد ان ادخل البلاتوه وأقف امام الكاميرا اصبح ممثلا فقط وهناك قواعد احترافية في التعامل مع المنتج والمخرج لا يختلف عليها اثنان، عندما تعرض علي عدة سيناريوهات يكون علي ان انتقي منها الاكثر ملاءمة لي ثم احدد اجري الذي لا ينبغي ان اغالي فيه او اترك احدا يستغلني، لا يمكن ان استغل حب الناس لي او حاجة المنتج لي بطريقة بها تعسف احيانا يعرض علي منتج عملا فأعتذر فيعتبر هذا غرورا رغم ان الامر ليس كذلك فلي طاقة وليس من المنطق ان اشارك في كل شيء، التزامي الاول والاخير هو الجمهور لذلك اتعامل بنوع من الحرص مع ما يعرض عليّ.
- هل تحرص على وجود خلفية سياسية في اعمالك الفنية؟
ـ طوال عمري كنت حريصا على ان اقدم اعمالا قد تبدو اجتماعية لكن لها مضمون يصب في السياسة بطريقة غير مباشرة، فلا يمكن ان تقدم آراءك للناس بطريقة مباشرة، وإلا سيتحول العمل الفني الى خطب ولا ينبغي ان تنقص من قيمة العمل الفني وتحوله الى خادم للفكرة السياسية، انا ارى مثلا ان روميو وجولييت مسرحية سياسية رغم انها تتحدث عن قصة حب لكنها قصة تجمع بين شاب وفتاة من عائلتين اقطاعيتين، كذلك افلام عبدالحليم حافظ فهي عاطفية في الظاهر لكن تحليلها يجعلنا نكتشف انها انتقاد للمجتمع الاقطاعي وهو ما ينسجم مع مفاهيم الثورة.
- على ذكر الثورة، هل صحيح انك ستقدم مسلسلك القادم عن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر؟
ـ بالفعل استعد لتجسيد شخصية الزعيم جمال عبدالناصر في المسلسل الذي كتبه الاستاذ يسري الجندي وهو حلم طالما تمنيته، لكنني افضل عدم الحديث عن اي شيء خاص بالمسلسل حاليا.