نادين لبكي: «سكر بنات» أوصلني للعالمية من بوابة «كان» نادين لبكي مخرجة لبنانية، وصلت إلى العالمية، ليصبح فيلمها «سكر بنات» الثالث في مهرجان «كان» الفرنسي، ويصدر إلى أكثر من 36 بلد أجنبيا وعربيا ويترجم إلى عدة لغات عالمية غير العربية. عملت منذ نوفمبر 1997 في مجال الإعلانات ومنذ عام 2000 اصبحت اسماً معروفاً ولامعاً في إخراج الأغاني اللبنانية والعربية المصورة وحصدت جوائز عدة في المجال الدعائي أو الإعلاني، والفيديو كليب من أبرز أعمالها «يا طير الغرام» للمغنية باسكال مشعلاني «ماضينا» للمغنية كاتيا حرب، «اخصمك آه»، «ياسلام»، «سحر عيونه»، ماضي عيش»، «آه ونص»، «انت ايه» «ياطب طب» للفنانة نانسي عجرم، «بحبك موت» ليوري مرقدي، «بعينك» نوال الزغبي، أغنية «اعتزلت الغرام» للفنانة الكبيرة ماجدة الرومي، وبفضل ابداعها الاخراجي نالت عددا من جوائز الموراكس دور، وجوائز عدة في العالم العربي ومنها مصر.هي من المخرجات القلائل اللواتي وصلن إلى العالمية اثبتن براعة فنية وموهبة كتابة وإخراج ابدعت في كل أعمالها، ما جعل سرعة انتشارها اقوى، لبكي نموذج للمرأة اللبنانية المثقفة والتي استطاعت خرق جدار العالم العربي إلى «كان» عبر «سكر بنات» أو «Caramel» وخلال عودتها إلى لبنان خصت منوعات الوطن بالحوار التالي، قبل استكمال جولتها العالمية:
سكر بنات، lemara خاض مهرجان «كان» السينمائي من خلال المخرجة الشابة نادين لبكي ليصل أول فيلم لبناني إلى المراتب الثلاثة الأولى ويتخطى رصيده البلدان العربية فيترجم إلى لغات عدة؟
- سكر بنات، فيلم طويل وصل إلى مهرجان كان السينمائي للمشاركة في أسبوع المخرجين ورشح إلى الكاميرا الذهبية لصاحب الفيلم الأول.. واستطاعت الصمود رغم القدرات الفنية والتقنية العالمية والمتقدمة إلى المرتبة الثالثة.
سكر بنات فيلم جعلني اتوقف عن العمل كمخرجة أفلام صغيرة وفيديو كليب لفترة سنتين وأكثر حتى احضره.. شاركت ايضا من خلاله في مهرجان «سينما باريس» الذي افتتح باطلاق «سكر بنات» في حضور رئيس بلدية باريس «بارثرون لونوي» ومديرة المهرجان الممثلة القديرة «شارلوت رومبلنغ»، وقد فوجئت بالحضور الكبير والكثيف.. ورئيس بلدية باريس هـــــو من اصر على أن يفتتـــــح المهرجان بـ «سكر بنات» أو «كراميل» وعرض في الصالة أكثر من مرة نظراً للاقبال الكثيف، رئيس بلدية باريس معروضا بحبه للشرق الأوسط.. وخصص هذا المهرجان للبنان ورفض ان يفتتح بغير سكر بنات.
ما هو أول فيلم لبناني يدخل الصالات الفرنسية؟
- السينما الفرنسية فتحت أبوابها لسكر بنات في 15 أغسطس، من خلال 240 نسخة وقد تصل إلى 250 نسخة بكل فرنسا، من خلال نجاح هذا الفيلم قررت شركة «باك» الفرنسية المعروفة توزيعه في فرنسا، أما الموزع في لبنان وللشرق الأوسط هو صباح للاعلام.
سكر بنات كان من أكثر الأفلام رواجاً في «كان» وتم بيعه إلى 26 دولة أجنبية من بينها استراليا، البرتغال، بريطانيا، ويصل العدد إلى 36 مع دول الشرق الأوسط.
كيف تم اختيارك للمشاركة في مهرجان «كان»؟
- تعرفت على منتجة فرنسية اسمها آن دومنيك ثوسان وجلست معها لفترة عشر دقائق في بيروت برفقة احد منظمي مهرجان «كان» السينمائي انطوان خليفة تحدثت معها وآمنت بي وبقدراتي الاخراجية واحبت من خلالي انتاج فيلم لبناني وشجعتني لكتابة الفيلم واخراجه غير ان انشغالها في تفاصيل خارجية جعلتها تنصحني بالسفر الى فرنسا والالتحاق بورشة عمل ضمن نشاطات مهرجان «كان» تنظمها «سينما فونداسيون» لتشجيع المواهب الجديدة وهي تدعو مخرجين لكتابة افلام والجلوس في اماكن معزولة في باريس لتطوير افكار المخرجين مع مختصين. هذه المؤسسة يشارك فيها اكثر من مائة وخمسين مخرجا لاختيار ستة منهم.
سبعة اشهر قضيتها في المؤسسة لتطوير فيلمي وكنت قد انتقلت الى باريس «المقر الرئيسي لمهرجان كان» منذ اكثر من سنة حتى اصبح السيناريو جاهزا وعدت الى لبنان لانتاج سكر بنات فقسم الانتاج ولاول مرة في تاريخ الفيلم اللبناني بالتناصف 50% انتاج فرنسي و50% انتاج عربي تحت اشراف «فاني لاند» التابعة لشركة ART وصباح للاعلام كجهات عربية منتجة اضافة الى «تي في آرت سينما» و«فوند سبور» والوكالة الفرنسية للفرنكوفونية وبعدها تقدم الفيلم الى مهرجان كان بعدما اختاروني في بين الستة مخرجين الذين التحقوا بورشة العمل الفرنسية ولم يقتصر الأمر على ذلك فقط بل تم اختياري لاسبوع المخرجين الذي يتمتع بنكهة فنية خاصة.
هل توقعت الوصول الى العالمية والى مهرجان «كان» تحديدا؟
- كل مخرج يحلم بالوصول الى العالمية والشهرة من خلال فيلم يخرجه والفيلم الكبير او الطويل تجربة مميزة واجمل في اي فيديو كليب قد يطلقه مخرج او بصورة لفنان الفيلم هو باكورة العمل الاخراجي وتعبت للوصول الى كان لاي مكثت في فرنسا لاكثر من سنتين لم انتج من اي عمل فني اخر وتفرغت لسكر بنات بعد خبرة متواضعة في فيلم وحيد اخرجته وهو «البوسطة».
وفرحتي في «كان» اكتملت عندما علمت بان سكر نبات سيعرض في صالات العديد من البلوان العالمية وستكون لي جولة كبير لاني سأكون على الافتتاح مع الممتلئ في اغلب البلوان التي سيعرض فيها سكر بنات واسفتلأن فيلمي لن يعرض اليوم في لبنان بسبب الاوضاع التي تتبعتها في كان فكانت فرحتنا غير مكتملة لاننا تأثرنا بالاحداث الاخيرة وقررنا تأجيل اطلاق الفيلم في الاسواق اللبنانية الى حين انتهاء الاوضاع الصعبة في لبنان.
ما هو مضمون سكر بنات؟
- قصة سيدات لبنانيات في اعمار وثقافات وطوائف مختلفة تتلاقين في صالون تجميل في بيروت اليوم لكل قصة تفاصيلها ومعاناتها وسحرها واحزانها يعشن مخاوف العمر والوحدة والحب لكنهن في صراع مع التراث ومع قيود وتقاليد المجتمع العربي في تناقضاته وأحكامه وخصوصيته بأسلوب سلس وممتع ورقيق تجمع الصداقة والالفة والمحبة بينهن ليصبح الامل بغد اجمل خاصة ان لبنان كمثل للتحرر في المجتمع الشرقي والامر غير صحيح لان لبنان مثل كل المجتمعات العربية لديه تقاليده العربية والمحافظة وعندنا الكثير من القيود والخوف الدائم من نظرة الاخر الينا وحكمه علينا في هذه الحالة ان السيدة اللبنانية تشعر دائما بالندم والذنب والصالون هو المكان الآمن للسيدات حيث لا يحكم احد فيه عليهن فهن في هذا المكان يتعرين جسديا ونفسيا امام اختصاصية التجميل التي تراهن في ادق تفاصيل الجسد وعيوبه وتبوح في هذا المكان بكل اسرارها ومخاوفها وهواجسها ومغامراتها.
ما هي البلدان التي سيتم توزيع خلالها نسخ «سكر نبات»؟
ــ اثنتان وثلاثون نسخة وزعت على كل من البلدان التالية، فرنسا، الولايات المتحدة الأميركية، كندا، استراليا، ونيوزيلاندا، البرازيل، كولومبيا، كوستاريكا، الاكوادور، نيكاراغوا، بنما، بريطانيا، ألمانيا، ايطاليا، اسبانيا، بنلوكيس، سوينزرلند، اليونان، فنلندا، نورواي، السويد، الدنمارك، هنغاريا، بولندا، تركيا، البرتغال، الشرق الأوسط.
لماذا اخترت عنوان «سكر بنات» وهل لك ان تخبرينا عن شخصيات فيلمك؟
ــ سكر مستوحى من السكر، وهي خلطة تستعمل لإزالة الشعر غير المرغوب فيه، أما بنات كلمة تجسد النساء اللواتي اخترتهن في الفيلم، من هنا جاءت فكرة «سكر بنات» الطعم الجميل الذي يرافقه الألم في الخلطة الأصلية للإزالة وبالتالي خليط جيد بين المر والسكر.
ولنبدأ بدور ليالي الذي لعبته خلال تصوير «سكر بنات» ليالي فتاة في الثلاثين من عمرها، تملك صالون تجميل، وتعيش مع أهلها كغيرها من الفتيات غير المتزوجات وهي تعاني من عقدة مجتمع لا يرحمها لأنها لم تتزوج بعد.
ليالي فتاة أغرمت برجل متزوج وهي عشيقته مما يجعلها مثالا للتناقض، فهي تخاف على صورتها لا سيما أمام أهلها ولا تتخلى عن الرجل الذي أحبته.
أما المرأة الثانية فهي نسرين عمرها ثماني عشرة سنة، صديقة ليالي وتعمل معها في الصالون، وهي على وشك الزواج من شاب تحبه ولكنه لا يعلم بأنها ليست عذراء، فهل تبوح له بسرها؟ وفي جميع الأحوال تحاول نسرين الحفاظ على سمعتها.
ريما الصبية الثالثة في الرابعة والعشرين من عمرها، «حسن الصبي»، تواجه مشكلة في هويتها الجنسية ومنطوية على ذاتها.
جمال المرأة الرابعة هي «زبونة» المحل، تخاف التقدم بالسن لذا لا أحد يعرف عمرها، وتهتم بمظهرها الخارجي وتحاول الظهور بأنها أصغر سنا، أما الخياطة روز المرأة الخامسة في «سكر بنات» تجاوزت من العمر عقدها الخامس، ولم تتزوج ضحت بحياتها الشخصية من أجل شقيقتها البكر، أما ليلى وهي شقيقة روز الكبرى وقصتها مستوحاة من رواية حقيقية سمعتها من احدى النساء التي أغرمت بضابط فرنسي، ظل يراسلها يوميا، ولم تعلم بالأمر لأن أهلها كانوا يخبئون الرسائل، وبعد فترة اصيبت بحالة هستيريا لتصبح كل ورقة رسالة في حبيبها.
اضافة الى امرأة غامضة جميلة مثالية ترتاد الصالون وهي مثال المرأة التي تحاول ارضاء مجتمعها على حساب حريتها.
وفي نهاية الفيلم تقص شعرها الأسود الطويل كمبادرة بسيطة في محاولة لتحرر نفسها من القيود.
هذا الفيلم يجسد صراع المرأة اللبنانية المقيدة بتقاليد وعادات المجتمع مسيحيا كان أم مسلما.
كيف استطعت التوفيق ما بين اخراج فيلم «سكر بنات» والتمثيل فيه في آن واحد؟
ــ اعتبرتها مخاطرة جميلة، وسعيدة بخوض هذه التجربة لا سيما وان من مثل معي كانت تجربته الأولى، فجميل ان تكوني ممثلة ومخرجة في آن، واخترت ممثلات عفويات والأدوار تشبههن حتى في حياتهن العادية مما جعل الأمور عفوية وطبيعية.
لماذا اخترت فيلما اجتماعيا ولم تتعرض للمسائل السياسية خصوصا الحرب اللبنانية؟
ــ عندما اندلعت الحرب في لبنان، كنت قد انهيت تصوير فيلمي، فشعرت بالذنب كون لبنان محطما وأنا انقل صورة فتيات ونساء مجتمع همهن الحب والصداقة، ولكني تخطيت ذلك فيما بعد معتبرة ان «سكر بنات» وسيلة للخروج من النكبة واليأس والقصة حقيقية ومؤثرة في مجتمعنا اللبناني.
أما سبب اختياري لهذه القصة، في تعبير عما ترغب به معظم النساء في لبنان، هن أحببن التطرق الى الحياة اليومية.
وأنا مؤمنة بأن المشاعر موحدة أينما وجدت .. كذلك اعتمدت اللهجة اللبنانية لأنه فيلم لبناني فلماذا أغيّر اللهجة.
ماذا عن الديكور والملابس والموسيقى؟
ــ الديكور مستوحى من صالون تجميل في بيروت ونفذت الديكور، سينيتا زهار، وكل الأحداث التي جسدتها في الفيلم مستوحاة أيضا من مواقع حقيقية في بيروت .. أما الملابس اهتمت بها شقيقتي كارولين لبكي واستطاعت المزج بين الألوان وبفضل دقة ملاحظتها استطاعت ابتكار عالم خاص بالفيلم واخترت الموسيقار خالد فرنر الذي جسد السيناريو والقصة موسيقيا وكان مزيجاً من الموسيقى الشرقية والغربية ميزت فيلم «سكر بنات» الذي يجسد بدوره رسالة تعايش بين مختلف الطوائف في لبنان وبالرغم من اختلاف وجهات النظر، فإن التعايش طبيعي وحقيقي، وهذا هو لبنان.
من هن الممثلات اللواتي اخترتهن لفيلم «سكر بنات»؟
ــ مثلت دور ليالي، ياسمين المصري في دور نسرين، جوانا مكرزل في دور ريما جينرال عوّاد في دور جمال، عادل كرم في دور يوسف سهام حداد في دور روزم عزيزة سمعان في دور ليلى، فاطمة صفا في دور سهام، دميتري ستافكوفسكي في دور شارل، فاديا ستيلا في دور كريستين، واسماعيل أنطار في دور بسام