غادة عادل: لست كوميديانة وأميل للأعمال الواقعية تألقت الفنانة الشابة غادة عادل في دورها في المسلسل التليفزيوني «المصراوية» من تأليف الكاتب الكبير اسامة انور عكاشة وإخراج إسماعيل عبد الحافظ ويشاركها في بطولته هشام سليم وروجينا ونورهان ومحمد عبد الحافظ ومحمود الحديني كما يعرض لها فيلمها الجديد السينمائي «خليج نعمة» الذي يشاركها بطولته مطرب فريق واما أحمد فهمي وإدوارد ومي كساب وهو من تأليف أحمد البيه وإخراج مجدي الهواري.
غادة أعربت عن سعادتها الكبيرة بالنجاح الكبير الذي حققه فيلمها الأخيرة «شقة مصر الجديدة» الذي عرض مؤخرا وشاركت في بطولته أمام خالد ابو النجا وعايدة رياض وأحمد راتب ومن إخراج محمد خان.
غادة عادل نالتها إشاعات عديدة لكنها استطاعت تجاوز هذه الاشاعات المغرضة التي أرادت تعطيلها عن مسيرتها الفنية التي تسير من نجاح الى نجاح كما أن إنجابها لأربعة أطفال لم يقف حائلا أمام انطلاقتها الفنية ورغم أن الحمل والانجاب أضاعا عليها فرصا كثيرة الا أنها ترى أن كل شيء ممكن تعويضه الا الاولاد.
وفي هذا الحوار مع «منوعات الوطن» فتحت لنا غادة عادل قلبها وحدثتنا عن أعمالها الفنية الجديدة وطبيعة ادوارها بها فإلى تفاصيل الحوار:
سألتها أولا عن دورها وتألقها في مسلسل «المصراوية» فقالت: أحب اولا أن أعبر عن سعادتي بالعمل مع المخرج الكبير اسماعيل عبد الحافظ والكاتب الكبير اسامة أنور عكاشة والمسلسل يناقش موضوعات مهمة تمس حياة الفرد المصري وعنوان المسلسل يحمل معنيين، الاول هو الشعب المصري والآخر هو اللقب الذي يطلقه أهل الريف على الفتاة التي تأتي من القاهرة الى الريف ولذلك يطلقون عليها «المصراوية» نسبة لمصر أي القاهرة كما يطلق عليها أهل الارياف وأنا أجسد شخصية المصراوية وهي فتاة نصفها مصري والنصف الآخر تركي ورغم ذلك الا أن الجانب المصري هو الغالب في شخصيتها حيث تعتز بها جدا لدرجة أنها ترغب في الزواج والاستقرار بمصر ولذلك فهي تتمنى وتسعى للزواج من العمدة هشام سليم رغم زواجه من زوجتين قبلها.
هذا هو مسلسلك الثالث للتليفزيون.. فلماذا أنت مقلة في أعمالك التليفزيونية؟
- من الصعب أن أقدم سينما وتليفزيون في آن واحد فأنا لا أستطيع أن أجمع بين الاثنين الى جانب أنه لم تعرض علي أعمال تليفزيونية جيدة تجعلني أوافق على تقديمها فأول عمل لي في التليفزيون كان من خلال مسلسل «وجه القمر» مع سيدة الشاشة فاتن حمامة والثاني «مبروك جالك قلق» مع هاني رمزي وهذا هو مسلسلي الثالث مع المخرج اسماعيل عبد الحافظ الذي كنت أتمنى أن يختارني في عمل من إخراجه والحمد لله تحققت الامنية والحقيقة أنني أعتبر العمل مع اسماعيل عبد الحافظ فرصة كبيرة لأي فنان لكي يخرج كل ما بداخله من أحاسيس وأداء متميز.
تعودين للبطولات الجماعية في السينما من خلال فيلم «خليج نعمة» ألم يشعرك هذا الأمر بالقلق؟
- لم أتردد على الاطلاق لأن البطولة الجماعية مهمة جدا لأي فنان اذا توافرت لها عناصر النجاح من حب وعدم غيرة وأنانية في العمل وهذا هو هدفنا في اي عمل جماعي وهو الذي ادى الى النجاح الكبير لفيلم «ملاكي اسكندرية» فالجميع كان هدفه تقديم عمل جيد بغض النظر عن حجم الدور والفيلم يقدم عددا من الأسماء لأول مرة تغزو العمل السينمائي وأنا أرى أن هذا امر طبيعي لأن السينما دائما تفرز وجوها جديدة المهم أن يكون لديهم الموهبة والحضور وأعتقد أن الابطال المشاركين في الفيلم لديهم الحضور والموهبة، فطبيعة السيناريو تطلبت وجود مجموعة من الشباب يجيدون الغناء ولهذا كانت الاستعانة بأحمد فهمي ومي كساب والمفاجأة هي أنني أقدم أغنية مع أحمد فهمي بعنوان «حلوة يا بلدي» ضمن أحداث الفيلم.
التمرد على أدوار الفتاة الجميلة هل جاء لتؤكدي على موهبتك الفنية بعيدا عن جمالك؟
- لا أنكر أن جمال غادة عادل كان سببا في أن تكون هناك عروض كثيرة للمشاركة في كثير من الافلام سواء المحلية أو العالمية لأني تلقيت أكثر من عرض لمشاركتي في افلام أجنبية ولكن مازال الموضوع بالنسبة لي موضع دراسة وموضوع أن جمالي قاسم مشترك مع موهبتي قد يكون هذا في بداية مشواري الفني لكن الآن الامر اختلف بدليل أنني قدمت أكثر من شخصية بعيدة عن الجمال والاستايل الذي اعتاد الجمهور أن يراني فيه.
هل كان فيلمك الأخير في «شقة مصر الجديدة» نوعا من التمرد على جمال غادة؟
- هذه حقيقة لأن المخرج العبقري محمد خان أعطاني دور عمري الذ ي أفخر وأعتز به حيث اكتشفت بداخلي مناطق متعددة سينمائيا وهي اتجاهات أكثر جرأة وتختلف عن الأدوار الكوميدية الخفيفة الرومانسية التي كنت أقدمها من قبل وأذكر في هذ الصدد أيضا عملي مع المخرجة ساندرا نشأت في فيلم «ملاكي اسكندرية» حيث كنت أجسد شخصية فتاة عادية بمكياج خفيف طوال الاحداث وذلك حتى تبرز ساندرا براءة ملامحي ولا أنكر أن الفيلم بأكمله مفاجأة لأنه من نوعية مختلفة عن باقي الأفلام وظهوري فيه كمتهمة في جريمة قتل كان نقلة مهمة عما قدمته من قبل.
تصفين دائما أن تجربتك في فيلم شقة مصر الجديدة أصابتك بالرهبة والخوف قبل الشروع فيها.. فلماذا؟!
- لأن العمل مع المخرج محمد خان له رهبته وتميزه فهو مخرج كبير وهذا الفيلم كان أكثر الأفلام التي كنت أخاف منها قبل تصويرها لأنني كنت أتمنى أن استفيد بقدر المستطاع من العمل فيها لأنه مخرج يتمتع برؤية عميقة، وشخصية «نجوى» في الفيلم كانت شخصية غريبة فهي صعيدية تتمتع بمشاعر مختلفة وخليط رائع من الأحاسيس والمواصفات والتي نادراً ما يجدها الفنان في عمل فني.. وعموماً التجربة معه كانت جديدة بالنسبة لي وسعدت بها كثيراً لأنه مدرسة فنية تضيف لكل من يعمل معه وبقدر استطاعتي حاولت استغلال ذلك بالاستفادة منه بأكبر قدر والحمد لله ردود الفعل حول دوري بالفيلم والعمل بشكل عام جاءت طيبة وجعلتني أشعر بالنقلة التي أحدثها المخرج محمد خان في مشواري الفني.
تعاملك مع مخرجين آخرين بعيداً عن زوجك مجدي الهواري.. هل جاء هروباً من اتهامك انك لا تعملين سوى في أفلامه؟
- اختيار خان وساندرا لي يؤكد أنني مطروحة بشكل جيد وهو رد عملي على الذين يزعمون أنني أصبحت بطلة أفلام زوجي، فأنا شاركت في فيلم «جعلتني مجرماً» مع أحمد حلمي، والمخرج عمرو عرفة الذي اعتبر العمل معه متعة، وكذلك مع محمد خان وساندرا نشأت التي استطاعت ان تخرج انفعالاتي بشكل جيد لدرجة انا نفسي لم أتوقعها، وعموما في النهاية حتى لو ظل زوجي المخرج والمنتج مجدي الهواري هو الفرصة المتاحة لي فقط فأعتقد ان هذا ليس عيباً أو حراماً فأنا تخرجت من مدرسة مجدي الهواري ومنها انطلقت لأتعلم واكتسب المزيد من الخبرات.
هل تحرصين على الظهور بلوك مختلف في كل عمل فني جديد؟!
- أنا دائماً أحب التجديد والتغيير.. حيث أنني لا أحب الظهور بنمط واحد أو شكل واحد في أعمالي فأحب عندما يراني الجمهور يشعر بأني في كل عمل اختلف عن الذي قبله لأني بطبيعتي وأعشق التجديد، وعموما هذا الأمر يخضع لضوابط وهي ملامح الشخصية التي أقدمها فعندما أقرأ السيناريو أبدأ في التعرف على الشخصية ومن ثم أحاول أن أطلق العنان لخيالي في وضع تصور لملامح هذه الشخصية وطريقة كلامها وملابسها وتصفيف شعرها فمثلاً في فيلم «جعلتني مجرماً» كان شعري أسودا داكنا وكانت هذه أول مرة أظهر فيها بهذا الشكل الجديد تماماً.
قدمت البطولة المطلقة في فيلم «في شقة مصر الجديدة» فهل تعتقدين أن بنات جيلك قادرات على إعادة البطولة النسائية إلى السينما؟!
- أن لا أشغل نفسي بهذه المسميات، ولا أفكر في أن الفيلم بطولة نسائية أو رجالية ولكنني اعتمد على الاحساس بالدور وبالشخصية التي ألعبها ومدى تأثري بها، وهذا ما يدفعني للموافقة على عمل دون آخر، ومع كل عمل جديد أجلس مع نفسي وأتساءل هل هذا العمل سوف يضيف لي أم لا مهما كان حجم الدور، فلا اشترط ان يكون بطولة مطلقة لأنه من الممكن ان يكون الدور بطولة، ويكون دوراً ضعيفاً والعكس صحيح، فمن الممكن تقديم دور صغير لكنه متميز، مثلما حدث في فيلم «ملاكي اسكندرية» فلم تكن البطولة مطلقة ولكنها كانت جماعية، وكل الأدوار تم تقسيمها بالضبط فلم يكن هناك دور اكبر من الآخر ومع هذا فالدور ترك اثره واخذت عنه جوائز عديدة، فالبطولة ليست بكبر حجم الدور اطلاقا وعندما يجذبني السيناريو واجد ان دوري في العمل يقول شيئا أوافق على الفوز واركز في الشخصية، فلا يوجد احد ينجح بمفرده والدلائل كثيرة على ان النجاح الجماعي هو الاكثر بقاء.
نلت جائزة احسن ممثلة كوميدية عن دورك في مسلسل «مبروك جالك قلق» وتعاملت مع اغلب نجوم الكوميديا.. فهل تجدين في نفسك ملامح كوميدية؟
ـ بداية أنا لست كوميديانة وعندما تحدثت الى احمد عوض مؤلف المسلسل عن الشخصية قلت له انا لا اقدم الكوميديا ولا اعرف ان كنت سأنجح فيها أم لا فقال لي انت قادرة على تقديم الكوميديا لانك قدمت افلاما خفيفة من قبل ظهرت فيها خفة دمك وبالفعل شجعني على قبول التجربة مع انني كنت خائفة منها جدا ولم اتوقع كل هذا الصدى ومسألة حصولي على جائزة يعود لاجتهادي في تمثيل النص المكتوب دون حذف او اضافة وكثيرا ما طلب مني هاني رمزي والمخرج ابتكار افيهات لكنني كنت ارفض لأنني لست كوميديانة ويمكن لهذا احب الناس الدوري لانني لم احاول اضحاكهم وليس لدي اي طموحات ان اكون كوميديانة انا أحب الادوار الدرامية الرومانسية التي تحكي قصصا من واقعنا وانا اقول لنجوم الكوميديا الله يكون في عونكم فالكوميديا صعبة جدا.
أنت أكثر الفنانات عرضة للشائعات فكيف تتعاملين مع تلك الشائعات؟
ـ باختصار .. الشائعات ليست جديدة عليّ وهي تتناول حياتي الخاصة باستمرار وهناك من يحاول العبث بها ويسعى للنيل من استقراري واعتقد ان كل هذا يعود الى ناس ضعاف في النفوس تملأ الغيرة قلوبهم ويريدون تعطيل مسيرتي الفنية.
كيف تستطيعين الحفاظ على توهجك الفني وانت أم لاربعة أطفال؟
ـ أولادي لهم الاولوية في حياتي ومتطلباتهم هي اهم اولوياتي ولهذا فأنا أم اولا قبل ان اكون فنانة واي امرأة ذكية تستطيع ان تتغلب على هذه المعادلة ببذل مجهود زائد لتحقيق التوازن بين البيت والعمل وبعد تجربتي اؤكد ان الحمل والانجاب لا يعوقان مسيرة الفنانة بدليل ان المخرجين وشركات الانتاج كانوا يبعثون ليس السيناريوهات كي اقرأها وانا حامل حتى ابدأ التصوير بعد الانجاب وربنا يخلي لي اولادي ونور حياتي مريم وعبدالرحمن وعبدالله وحمزة ويخلي زوجي العزيز مجدي.