DEER
Admin
المساهمات : 102
تاريخ التسجيل : 06/01/2008
العمر : 46
 | موضوع: محمود ياسين:'شبعت بطولات' والسينما فن الشباب  الجمعة يناير 25, 2008 9:47 pm | |
| [b]
اعترافات رجل الجزيرة الكبير
محمود ياسين: مشهد واحد مع شريف عرفه يكفي!
'شبعت بطولات' والسينما فن الشباب
حوار: أسامة صفار
لم يكن ظهور محمود ياسين في فيلم 'الجزيرة' بدور صغير مفاجئا تماما، فمن يقترب منه يعرف انه لايحتاج ثقة، ولاشهرة، ولانجاح، فهو صاحب بطولات سينمائية تجاوزت المائة وسبعين، ومسرحية بلغت خمسة وعشرين فضلا عن المسلسلات، وهو يؤمن تماما أنه 'شبع نجاحا' ويتعامل بروح العاشق مع الفن السابع، لذلك جاء قراره بالمشاركة في العمل حتي ولو كان دوره يتلخص في مشهد واحد.
ولاتكمن قيمة محمود ياسين في تاريخه الفني فقط، ولكنها تتجاوز ذلك إلي ثقافة الرجل الموسوعية وقناعاته وقدرته علي الرؤية الشاملة لفن السينما، وبين كل هذا.. يبقي الانسان الودود المحب لكل من حوله هو الحاضر دائما في كل بلاتوه من النجم.. إلي الفني.. إلي العامل.
وفي حوارنا معه كان لابد ان نأتي علي ذكر شريف عرفة مخرج 'الجزيرة' وسمير العصفوري مخرج عرض 'الناس اللي تحت' و.. و.. فكان كل من ذكرنا أمامه يمثل طاقة اعزاز وحب وتقدير لها خصوصيتها وحكاياتها.
 شريف عرفة
تعرف عليه محمود ياسين من خلال افلامه وأعجب بها، وعرف حجم ثقافته، ورقي لغته السينمائية، وعلي المستوي الشخصي كان لهما لقاء أسبوعي يكاد كل منهما يري الآخر عن بعد.. انه المسجد القريب من منزل الفنان الكبير، وصلاة الجمعة، حيث يلمح محمود ياسين المخرج الشاب شريف عرفة ابن الاسرة الفنية (لم يكن قد تعرف علي عمرو في ذلك الوقت)، ولكنهما محمود ياسين وشريف عرفة التقيا في عروس البحر المتوسط حيث مهرجان الاسكندرية السينمائي منذ تسعة أعوام كان شريف عضوا بلجنة تحكيم المسابقة الرسمية ومحمود ياسين رئيسها.
يقول محمود ياسين:
رغم أنني كنت قد تعرفت علي ثقافة شريف عرفه من خلال أفلامه الا أن ما رأيته ازداد وضوحا من خلال النقاشات التي دارت في لجنة التحكيم.. وازددت قناعة بأن شريف عرفه هو رائد جيله وقائده وعلم من أعلام السينما المصرية بحساسيته، وذكائه في اختيار المادة التي تصلح لسيناريو يحمل رؤيته السينمائية، وفاجأني اتصاله التليفوني بي وأسعدني، لكن ما أسعدني أكثر هو ما قاله يومها حيث قال 'منذ أربعة أيام وأنا أفتح سيناريو 'الجزيرة' وأضغط علي الريموت كنترول، فاما أن أراك في فيلم أو مسلسل..' فقلت له يومها وأنا سعيد بك تماما وتحت أمرك، وبدأ يتحدث عن الدور قائلا 'أتذكر مارلون براندو في الاب الروحي' وقاطعته قائلا: براندو كان دوره كبيرا، وأنا لا أتوقع ولا أريد ذلك.. وفي كل الاحوال اعتزازي بك كمخرج يجعلني أقبل أن أقدم ولو مشهد أو جملة معك'.
وأنهينا المكالمة بذلك ثم زارني، وأرسل لي السيناريو ووجدت أنه اذا كان الفيلم مائة وثلاثين مشهدا فلي علي الأقل ستون مشهدا بينها مشاهد يظل وجودي علي الشاشة فيها لسبع دقائق أو خمس وهو وقت جبار بالنسبة للسينما.
وهناك مقولة مهمة أرددها دائما أؤمن بها تماما، وهي أن السينما فن شبابي سواء في مصر أو في العالم كله، وأنا أعتبر أني حين قدمت ما يربو علي مائة وسبعين فيلما فقد حصلت علي أكثر من حقي فيها، وأيامها كان عددنا كأبطال لايزيد عن ستة نجوم في السينما المصرية كلها.. وقد حصلت علي حقي ايضا في العمل مع كل المخرجين المهمين في السينما المصرية بدءا من صلاح أبوسيف وكمال الشيخ وعاطف سالم وحسين كمال وغيرهم إلي جيل أشرف فهمي.. مخرجان فقط من 'الجيل السابق لم يشأ القدر أن أعمل معهما، وهما عاطف الطيب الذي رحل قبل أن نبدأ في تنفيذ فيلم كنا قد تعاقدنا معا عليه من انتاجي والراحل العظيم رضوان الكاشف صاحب التحفة الفنية العظيمة 'عرق البلح'، وحين يأتي مخرج شاب كعاطف الطيب وأتابع أعماله من فيلم الدرجة الثالثة وأري أنه صاحب لغة سينمائية خاصة، يختار بذكاء دائما موضوعات افلامه فهو مكسب بلا شك.
وقد بدأت العمل في الفيلم وأنا سعيد برقة وعذوبة شريف عرفة واسلوبه الجميل، وأذكر أنه في اليوم الاول لسفرنا إلي الأقصر وصلنا ليلا وفي اليوم التالي ذهبنا إلي موقع التصوير وفوجئت بصف من السيارات النقل ونصف النقل يصل طوله إلي كيلو متر وسألت فقيل لي إنها خاصة بالتصوير واندهشت من حجم الامكانيات التي وظفها شريف عرفه للعمل، فقد كانت تذكرني بامكانيات أفلام هوليوود، ثم دخلت اللوكيشن ووجدت مخرجا يقبض بيد قوية وعلاقات انسانية راقية علي كل العاملين معه، فضلا عن شباب النجوم واولهم ابني وحبيبي احمد السقا الذي وجدت فيه فنانا كبيرا في عمر شاب صغير وايضا محمود عبدالمغني وباسم سمرة ونضال الشافعي وهند صبري وزينة.
والحقيقة أنني أمضيت وقتا رائعا علي المستويين الفني والانساني بسبب مخرج شديد التفرد في ايقاعه علي الشاشة، ودقيق الملاحظة وتلقائي إلي حد بعيد، فشريف عرفة يملك روح أستاذ بغير استاذية ويصل إلي قلب الموضوع مباشرة وببساطة.
سمير العصفوري
بلدياته سمير الصعفوري صاحب رصيد من الاعجاب لديه بلا حدود، فهو يقول عنه: وهو قامة تعادل قامة عزيز عيد واذا صح ان نتجاوز التاريخ.. فهو يتجاوزه فعليا.
وبنفس التدفق يتحدث عن المسرح المعشوق الأول والأخير وبورسعيد التي زرعت المسرح في طفل التاسعة من عمره: ولكنه يهدأ قائلا:
كنت قد بدأت بروفات 'الناس اللي تحت' مع المخرج الكبير سمير العصفوري، وهي مسرحية لها ذكري خاصة جدا وعظيمة وصاحبها أيضا الكاتب الكبير الراحل نعمان عاشور، فقد أخرجتها وقمت فيها بدور 'رجائي' الذي كنت سأقدمه مع سمير العصفوري أيضا، وأذكر أن نعمان عاشور كان يقضي الصيف في بورسعيد وذهبت اليه في الفيلا الخاصة به هناك ودعوته وشاهد العرض، وفوجئت بأنه كتب الصفحة الاخيرة في الاهرام كاملة عن عرض الهواة في بورسعيد ، ومخرجهم الشاب محمود ياسين.
ولكن يبدو ان الناس اللي تحت يصادف سوء حظ غريب فبعد ان انتهينا من بروفات الترابيزة كان من المقرر ان نقوم بعمل بروفات الحركة علي خشبة المسرح الذي سنعرض عليه، لكن الخطط والميزانيات وماشابه لم تسمح بذلك.
والحقيقة انه منذ عام تحدثنا في الامر ثانية وقلنا انها مؤجلة، وانشغلت انا بمسلسلي وانشغل سمير العصفوري باعمال اخري.
وبنبرة حزن يقول:
انا رجل مسرح قدمت 25 بطولة مسرحية علي المسرح القومي وهو مالم يحدث مع اي فنان من جيلي بينهم 'ليلي والمجنون' لصلاح عبدالصبور و'وطني عكا' وليلة مصرع جيفارا والنار والزيتو ن وسليمان الحلبي وتوليت مسئولية المسرح القومي ولعل هذا الحب يعود إلي جذوري البورسعيدية، فمدينتي ينبض قلبها بعشق هذا الفن ورغم المد والجزر والتغيرات لم تفقد ابدا عشقها له، وهو البلد الوحيد في العالم الذي تجد فيه الناس في حديثهم اليومي يتكلمون عن قضايا الشعر والمسرح و'قمبيز' و'مصرع كليوباترا' والكواليس.. وبورسعيد فيها مسرح اسمه مسرح 'رمسيس' وفيها ناد تم تأسيسه منذ أكثر من ثمانين عاما اسمه 'نادي المسرح' يحتل فيلا اسفل فنار بورسعيد، وأذكر أنني حين كان عمري تسعة أعوام أذهب لاطالع اللافتة النحاسية لهذا النادي واندهش واتساءل عما يوجد بالداخل.
واعترف أنني في البداية لم أكن ألتفت للسينما ورغم هذا الكم الهائل من الاعمال إلا انني اعتبر نفسي مسرحيا في البداية.
 السماح
لايتذكر محمود ياسين الأعوام التي حرم فيها من عرض مسلسله مع إحدي القناتين الاولي أو الثانية بعد أفطار رمضان لكنها كثيرة، ويعترف ايضا ان عدم وضع العمل علي خريطة العرض هو سبب تأخيرالانتهاء من مسلسل السماح يقول محمود ياسين:
لا أعتقد ان هناك كثافة مشاهدة في العالم كله تعادل تلك التي تكون للقناتين الاولي والثانية في رمضان حتي الحادية عشرة والنصف تقريبا، وكنت أتمني عند بدء تصوير مسلسل 'السماح' أن يعرض علي أحداها وانا أؤمن تماما انه ليس تميز العمل مايدفع لعرض في هذا الوقت بقدر ما هو تمييز لموعد العرض يؤدي الي ارتفاع نسبة المشاهدة، وطلب منا في البداية خمس حلقات، فقدمناها، وفوجئنا بمن يطلب عشر فقدمناها، ثم ارتفعت الي عشرين في يوم انتهاء الوقت المحدد.. وسألت المنتج فقال انه مثلي لم يكن يعلم بأن المطلوب اكثر من عشر حلقات وكنا في ذلك الوقت قبل رمضان بخمسة ايام، رأينا بعدها انه لاداعي لان نقضي وقت رمضان في الأرهاق طالما لمن يعرض العمل خلاله، لذلك ثم تأجيل التصوير وتابعت مسلسلات زملائي الذين احب واحترم اعمالهم والحقيقة انني كنت اتابع الدالي لنور الشريف، و'يتربي في عزو' ليحيي الفخراني و'قضية رأي عام' ليسرا بالإضافة لمسلسل حسين فهمي الذي كنت حزينا لتأخير موعد عرضه والمسلسلات الأربعة أعجبتني جدا.
وقد استكملنا مسلسل 'السماح' فعلاّ، اما مسلسل 'الغفران' فالمعلومة الوحيدة لدي عنه ان المؤلف سلامة حمودة يكتبه الآن، لكني اعتدت ألا ألمس اي سيناريو لمسلسل إلا كاملا، لانه في هذه الحالة يصبح لدي تصور كامل عن سير الأحداث والشخصية التي احترمها.
ودعني اقول لك ان خبراتي الشخصية في الأماكن تنتمي الي عالمين اساسيين هما 'بورسعيد' و'القاهرة' لكن قريبا من بيتنا في بورسعيد كانت هناك عند ملتقي شارعي محمد علي وأحمد ماهر 'قهوة الجعافرة' وكانت مخصصة للنازحين من الصعيد وكنت واصدقائي نتحين الفرصة للحديث معهم بكل مايميزهم من جدعنة وشهامة ورجولة، وحتي حين كنت أقيم في أول شارع الهرم بعد تخرجي قمت بتأجير شقة شاركني فيها طالبان صعيديان احمدهما الآن يحتل منصبا قضائيا رفيعا والثاني من كبار المهندسين الزراعيين، وحتي شخصية 'الغرباوي' في 'العصيان' لايقتصر وجودها علي الريف لكنها ترقي لان تكون 'صلب' المجتمع المصري حيث هناك كبير دائما يدير الامور بما يملك من منظومة قيمة اخلاقية واحترام وخبرة.
[/b | |
|
