المساهمات : 102 تاريخ التسجيل : 06/01/2008 العمر : 46
موضوع: الثلاثة الذين كانوا ينادون: هنا لندن! الجمعة يناير 25, 2008 3:59 pm
الثلاثة الذين كانوا ينادون: هنا لندن![/size]
[size=18]هذا المقال يعد من المقالات التاريخية في مشوار حياة الفنان العملاق محمود مرسي وخاصة فترة عملة بالاذاعة اثرت ان انقلة لكم
المذيعون الثلاث رفضوا قراءة نشرة الأخبار من راديو لندن
الإذاعة البريطانية تبلغ المذيعين أنها لا دخل لها بالسياسة ولا الاعتداء عاد المذيعون الثلاثة الذين كانوا يعملون في محطة لندن.. لقد كشفت الأحداث الأخيرة عن روح معنوية وثابة في نفس كل مواطن مصري أينما كان. في صباح أول نوفمبر وبعد الاعتداء البريطاني الفرنسي الغاشم على أرض مصر..
قدم المذيعون الثلاثة استقالتهم إلى رئيس القسم العربي بالإذاعة البريطانية، وهذا نصها: "نظرا للعدوان الأنجلو فرنسي على مصر.. نرى أنه لا يمكننا إطلاقا أن نستمر في التعاون مع هيئة الإذاعة البريطانية.. وإننا جميعا لنستنكر هذا العدوان الصارخ على أرضنا.. وإننا نطلب العودة إلى مصر للدفاع عن حريتها وكرامتها" وبعد أن قدموا استقالتهم طلب رئيس الأقسام الشرقية في الإذاعة مقابلة كل واحد منهم شخصيا، وحاول أن يقنعهم بالعدول عن فكرة الاستقالة، ولكنهم رفضوا التعاون بالمرة مع هيئة تعبر عن وجهة النظر البريطانية، وفي نفس الوقت تخدم بريطانيا، الدولة المعادية والمعتدية على مصر... رفضوا التعاون مع الإذاعة على الرغم من أنهم كانوا يعملون معها بعقود تحتم عليهم البقاء في العمل بعد الاستقالة مدة ستة أشهر، ومع ذلك فقد أصروا على ترك العمل فورا. في يوم 9 نوفمبر، وبعد وقف إطلاق النار، بعثت لهم هيئة الإذاعة البريطانية برسائل كانت تصور الناحية القانونية البحتة، وهي أن هذه الهيئة تعتبر غير مسؤولة عن الأحداث السياسية الجارية بين البلدين، وتطالبهم بالعمل مدة الستة أشهر المنصوص عليها في العقد.. وللمرة الثانية رفض المذيعون الأبطال التعاون مع هذه الهيئة، مهما تكن الأسباب والنتائج.. وأعطيت لهم فترة أخرى للعدول عن موقفهم والعودة إلى أماكنهم، ولكن هذه المحاولات لم تثن من عزيمتهم ووطنيتهم. ولما اشتدت المضايقات لهم، ذهبوا على الفور إلى القائم بأعمال السفارة المصرية في لندن، وهو الأستاذ محمود فوزي بشر، وحينما استمع الرجل إلى قصة كفاحهم مع الإذاعة البريطانية، قدم لهم كل الوسائل الممكنة لترحيلهم إلى مصر، بمجرد فتح المطارات المصرية... نقص كبير في هيئة الإذاعة أولهم الدكتور محمد زكي العشماوي... وقد انتدبته جامعة الإسكندرية لدراسة الأدب الإنجليزي الحديث، وكان يتولى إذاعة التمثيليات من راديو لندن، إلى جانب إخراجها، وكان يقوم بإخراج برنامج السندباد، وهذا البرنامج يعتبر من أهم البرامج التي توليها محطة الإذاعة اهتماما بالغا، لأنه يصور للمستمع عادات الشعوب في إطار تمثيلي موسيقي جذاب.. ويقول الدكتور العشماوي: "إن استقالة سبعة مذيعين مصريين من إذاعة بريطانيا، كانت بمثابة كارثة حلت بهم" واستطرد الدكتور العشماوي يقول: "لقد ذهل الشعب البريطاني حينما علم بالإنذار الثنائي الذي وجه لحكومة مصر من فرنسا وبريطانيا.. وكانت مفاجأة مثيرة بالنسبة لهم، وفي اليوم التالي لضرب مدينة بور سعيد حدثت مظاهرة صاخبة في لندن، وقامت اشتباكات عنيفة بين البوليس والجمهور، وهذا الأمر يحدث لأول مرة في تاريخ بريطانيا.. لأول مرة يظهر البريطانيون بصراحة سخطهم على الأعمال الوحشية التي ارتكبها مجرمو الحرب، وكان الشعب البريطاني يعتبر هذا العدوان حملة وحشية بحتة على شعب مصر المسالم الذي يصر على أن يأخذ حقه في الحياة". رجل شهم والأستاذ محمود مرسي محمود.. الحاصل على ليسانس الآداب ودبلوم معهد الدراسات السينمائية العليا في باريس.. ذهب إلى إنجلترا ليكمل دراسته في فن الإخراج المسرحي، ولكن وطنيته الرائعة أبت عليه أن يواصل دراسته في مثل هذه الظروف التي تجتازها مصر.. كان يتولى إذاعة برنامج ندوة المستمعين، ومهمة هذا البرنامج الرد على جميع الرسائل التي ترد لهيئة الإذاعة البريطانية من العالم العربي، ويقول الأستاذ مرسي أنه بعد تقديم استقالته واستقالة زملائه، حدث نقص كبير في مذيعي هذا البرنامج، حتى لقد توقفت إذاعته فترة طويلة، وأخيرا اضطرت الإذاعة إلى إعادة البرامج القديمة السابقة، لتخفي هذا النقص الواضح.. رفض قراءة نشرة الأخبار أما الأستاذ حسين أحمد أمين... فكان يقدم نشرة الأخبار من راديو لندن.. وقد رفض قراءة الأخبار منذ اللحظة الأولى للعدوان الثلاثي على مصر، وامتنع نهائيا عن تقديم صوته خلال موجات الأثير في أي برنامج إذاعي، ويقول الأستاذ أمين: "لقد أسند إلى برنامج الشؤون العربية في الصحف البريطانية، وهو قراءة قصاصات الصحف البريطانية التي تعبر عن شؤون العرب.. وحدث في أثناء هجمات الصحف البريطانية على مصر والمصريين، أن خرجت صحيفة الأوبزرفر تسب وتلعن سياسة إيدن باستعمال القوة ضد مصر، ولكن هيئة الإذاعة امتنعت عن إبراز رأي هذه الصحيفة الحرة التي تهاجم مجرم الحرب إيدن.. وعندها أصر كثيرون من المذيعين، ومنهم الأستاذ حسين أمين، على أن يضيفوا رأي هذه الصحيفة. وكان لهم ما أرادوا.." وعلى الرغم من العروض السخية التي قدمت للمذيعين الثلاثة للاستمرار في وظائفهم، وعلى الرغم من المرتبات الضخمة التي كانوا يتقاضونها، فلم تطأ أقدامهم محطة الإذاعة البريطانية بعد العدوان الغادر على أرض مصر الحرة... آخر ساعة 12/ديسمبر/1956