كن كالنخلة ,, العـالية الهمــة ,, البعيدة عن الاذى ,,
إن القــاها احد بحجــر ,, ألقت إليــها رطبهــا..
هناك ضرورتان ربّما تفرضهما علينا طبيعتنا كبشر أو تفرضها علينا طبيعة العمل:
الأولى: الاختلاف.. في الرأي أو في التعامل مع الأشياء بالفعل أو رد الفعل وهذا أمر لا مجال للهروب أو التخلص منه إذ مهما كانت قدرتنا أو قوة شخصيتنا اوسعة نفوذنا أو محبوبيتنا بين الناس تبقى هناك آراء ومواقف لا يوافقنا الكثير عليها وهذه فرصة تجعل أبواب النقد مفتوحاً على مصراعيه..
بغض النظر عن دواعي النقد وأهدافه فأنه لابد وأن نسلّم ـ بأنّ النقد حق شخصي لكل فرد في المجتمع أو في المؤسسة التي نعمل بها ما دام في ضمن شروطه وضوابطه.
كما لابدّ أن نسلّم أيضا بأنّنا بشر والبشر يخطئون ويصيبون فمن المكابرة أن نتصور أنّنا دائماً على حق وغيرنا دائماً على باطل فنتوجع من النقد أو نتهم الناقدين بالسوء .
الثانية: التعاطي الهادئ مع الاختلاف هو افضل طريق لإدارته بشكل جيد وفعّال ومن الواضح انّ التعاطي الهادئ نعمة كبيرة لا يمتلكها كل أحد لأنه يتطلب منّا دائماً التوفر على جملة من الصفات النفسية العالية كسعة الصدر والحنكة والصبر وحسن الظن بالآخرين وحملهم على المحامل الحسنة إذ ليس كل من ينتقد يهدف الضغط علينا من أجل مطالبه ولا كل من يضغط هو سلبي بل ينبغي حتى نكون منطقيين اكثر في التعامل مع هذه الحالات لابد أن نجيد فن إمساك العصا من وسطها لكي نوازن بين النقد الهادف والنقد السلبي.
إنّنا في العادة نخشى النقد ونتحفظ منه سواء في المواقف العادية اليومية أم في المواقف الصعبة والكبيرة وهذه حالة ليست بإيجابية ولا مرنة في تقييم الأمور ولعل البعض يفقد توازنه في مواجهة الرأي الآخر فيتصرف تصرفات تخرجه من المنطقية وفي الغالب لا تخلو مواقفه من حالتين متضادتين طرفاها الإفراط والتفريط.
فهو أما يغضب ويتعصب ويسعى للدفاع عن نفسه بأي ثمن، أو يستجيب استجابة مطلقة ترضية للإطراف الناقدة ومماشاة لها وكلا الموقفين غير صحيح لأنّ الأول يفقده الأصدقاء قبل غيرهم ويجعله في موقع حرج يفقد فيه اعتباره وحكمته.
والثاني قد يخرجه من الهدف الأسمى ويجعله مهزوماً في ساحة العمل بما يجعل نفسه مطمعا للآخرين في هذا الموقف وفي غيره.
طبعاً صحيح أن النقد يبني في الكثير من الحالات ويسد النواقص ويلفتنا إلى أخطاءنا الا انّ بعضه أيضا قد يستخدم وسيلة لإخضاعنا أو جرّنا إلى الفشل من قبل بعض الحلفاء أو الأصدقاء