كمال سلطان Admin
المساهمات : 156 تاريخ التسجيل : 02/01/2008 العمر : 54
| موضوع: حوار الرئيس مبارك مع ا0 عبد الله كمال <1> الأحد يناير 20, 2008 7:25 pm | |
| حوار الرئيس مبارك مع جريدة روزاليوسف اليومية. أجرى الحوار: عبد الله كمال. 30 - سبتمبر - 2005 روزاليوسف اليومية : الآن .. وقد انتهت المعركة الانتخابية .. كيف تنظر سيادتكم إلي ما تم في مصر خلال العام الماضي .. منذ لحظة الإعلان عن تعديل الدستور وحتي اليوم .. هل توقعتم كل هذا الصخب .. وهل جرت الانتخابات كما توقعتها؟ - الرئيس مبارك : لا شك أن التطورات الأخيرة علي الساحة السياسية، بدءاً بالمبادرة التي أعلنتها بتعديل المادة 76 من الدستور في فبراير الماضي، والحوار الواسع الذي تلا ذلك حول عناصر التعديل وأبعاده، ثم فترة الحملة الرئاسية، وإجراء أول انتخابات مباشرة لمنصب رئيس الجمهورية في تاريخ مصر .. وما سوف يلي ذلك من فترة هامة سوف نكثف فيها جهودنا ونسرع خطواتنا في مسارات الإصلاح المختلفة، كل هذه التطورات فتحت لنا صفحة جديدة في تاريخ تطورنا السياسي، تبني علي ما حققناه من خطوات سابقة في سبيل تطوير حياتنا السياسية وتعميق ديمقراطيتنا.
روزاليوسف اليومية : ما هي ملاحظاتكم علي هذه الفترة؟
- الرئيس مبارك : كلنا رأينا كيف أدت هذه التطورات مجتمعة إلي تنشيط حركة الأحزاب، والحراك السياسي الذي واكب ذلك .. رأينا الأحزاب تتحرك لتطرح برامج ورؤي واجتهادات ... تحاول أن تقترح حلولاً لمشكلات المواطن وتستجيب لتطلعاته .. كل هذا فتح أمام المواطن خيارات مختلفة يفاضل بينها بصوته الانتخابي. رأينا كذلك المجتمع المدني ينهض للاضطلاع بدوره للمشاركة في خطوات الإصلاح التي نتخذها ... رأينا الكتّاب وأصحاب الفكر والرأي يطرحون تصوراتهم وأفكارهم في مناخ من الحرية لكافة الرؤي والتيارات الفكرية.
روزاليوسف اليومية : هل أوجد كل ذلك مناخاً جديداً؟
- الرئيس مبارك : بالطبع .. مناخ لابد أن نبني عليه لتعميق المشاركة السياسية، حتي نشرك المجتمع معنا في مرحلة الإصلاح التي نحن مقبلون عليها.
روزاليوسف اليومية : بالنسبة لسير العملية الانتخابية؟
- الرئيس مبارك : أعتقد أنها تمت بنجاح علي نحو تجاوز توقعات الكثيرين، خاصة ممن كانوا يثيرون الشكوك حول نزاهتها وشفافيتها، حرصنا أن تتم الانتخابات في ظل قانون عصري جديد ينظم كافة جوانب العملية الانتخابية .. كما أن لجنة الانتخابات الرئاسية اضطلعت بدورها علي نحو يستحق الإشادة والتقدير .. يضاف إلي ذلك ما شهدناه من حياد أجهزة الإعلام وكذلك أداء أجهزة الأمن الذي اتسم بقدر عال من الكفاءة والانضباط في ضمان النظام العام خلال فترة الحملة الانتخابية وخلال يوم الانتخاب نفسه، وهي مهمة صعبة فرضت عبئاً كبيراً علي القائمين عليها، وفوق كل هذا كان هناك رجال القضاء الذين أدوا واجبهم الوطني في الإشراف علي عملية الاقتراع بحياد وتجرد.
روزاليوسف اليومية : هل كانت الانتخابات بالنسبة لكم كمرشح بين متنافسين لأول مرة .. سهلة .. أم أنها احتاجت جهداً أكبر .. رغم أن فرص الفوز الكبير لكم كانت متوقعة؟
- الرئيس مبارك : هذه التجربة مثلت نقطة تحول وبداية مرحلة جديدة، في تقديري أن الفائز الحقيقي فيها هو المواطن والمجتمع والحياة الحزبية في مصر. فقد خاض الانتخابات عشرة أحزاب أخذت فرصتها للظهور علي الساحة ومن خلال وسائل الإعلام، وكانت فرصة للمجتمع وللرأي العام أن يتعرف علي الأحزاب المصرية المختلفة وبرامجها وتوجهاتها في مناخ حر مفتوح وتنافسي، وقناعتي أننا جميعاً علينا الاستفادة من دروس هذه الانتخابات ونتعلم منها حتي نطور هذه التجربة ونبني عليها مستقبلاً.
روزاليوسف اليومية : كيف تعاملت معها - أي الانتخابات - كمرشح؟
- الرئيس مبارك: لقد حرصت كمرشح أن أخوضها استناداً إلي حملة منظمة لم تنطلق من افتراضات مسبقة، تجردت من أية قناعات بأن النتيجة محسومة سلفاً، وإنما ارتكزت علي خطة منسقة شملت كافة الأبعاد التنظيمية والإعلامية والسياسية في إطار جهد متناسق اتسم بالجدية، والتوجه مباشرة إلي المواطن والرأي العام برسالة مقنعة، وبرنامج شامل وطموح يطرح الحلول لمشاكله ويتعامل مع همومه. وأعتقد أن هذه الانتخابات قد أرست معالم واضحة لتجربة جديدة نضع من خلالها المعايير التي تتم بمقتضاها الانتخابات الرئاسية مستقبلاً والتي نسعي دائماً أن نطورها إلي الأفضل، من حيث تنظيم الحملات الرئاسية بجوانبها التنظيمية والإعلامية والسياسية.
روزاليوسف اليومية : هل كانت حملة مجهدة؟
- الرئيس مبارك: لا شك أنها تطلبت الكثير من الجهد والعمل .. سواء من حيث الإعداد التنظيمي والسياسي بما يتطلبه ذلك من بلورة الرسالة الانتخابية والبرنامج الانتخابي، أو العمل الجاد علي توصيل هذه الرسالة إلي الناخب، والتوجه بها إلي المواطن علي نحو يخاطب وجدانه ويستجيب لتطلعاته ... كل هذا يتطلب عملاً مكثفاً مع فريق الحملة، وتحركاً مستمراً للتواصل مع الجمهور. وكانت هذه الانتخابات بالنسبة لي فرصة أن أطوف مجدداً ربوع الوطن وألتقي مع أبناء مصر من الفلاحين والعمال والمثقفين والشباب .. فئات المجتمع المختلفة التي سعدت بلقائها والتواصل معها .. كانت فرصة لكي أستمع من جديد إلي تطلعاتهم وأتعرف علي همومهم، وأتحاور معهم حول تحديات المرحلة المقبلة.. فليس أهم بالنسبة لي من التواصل المباشر مع المواطن.
روزاليوسف اليومية : سيادة الرئيس: كيف تقرأ ردود الأفعال الداخلية والخارجية علي النتائج بعد إعلانها .. وهي كما نلاحظ متنوعة وربما متناقضة؟
- الرئيس مبارك : قبل أن أجيب عن هذا السؤال لابد أن أؤكد مجدداً علي أمر مهم، وهو أن الفائز الحقيقي في هذه الانتخابات هو المواطن المصري .. وهذا بالنسبة لي أهم مما قد يصدر من ردود فعل داخلية أو خارجية .. هدفنا الذي لن نحيد عنه هو تعميق مسار الديمقراطية في مصر بما يتيح للمواطن خيارات أوسع يختار من بينها ونضع بين يديه قرار مستقبله وهو ما تحقق بهذه الخطوة التي أتاحت لنا تجربة جديدة سوف نعمل علي تطويرها والبناء عليها. ومما لا شك فيه أن هذه التجربة كانت محل ترقب من جانب دوائر وجهات دولية عديدة خاصة تلك المهتمة بقضية الإصلاح السياسي في المنطقة وهذا يرجع لثقل مصر ومحوريتها في تحديد توجهات المنطقة العربية سياسيا واجتماعيا وثقافيا ولهذا السبب كان هناك اهتمام سياسي وإعلامي كبير بتجربة الانتخابات وما يمكن أن تحمله من تداعيات علي مستقبل الإصلاح في المنطقة.
روزاليوسف اليومية : لكن ردود الفعل جاءت متباينة؟
- الرئيس مبارك: أنا أتفق معك أن ردود الفعل جاءت متباينة، فالتعليقات الرسمية التي صدرت من العواصم الغربية رحبت بهذه الخطوة وأشادت بجديتها، بينما بالغت بعض وسائل الإعلام في التركيز علي الجوانب السلبية التي شابت عملية الانتخابات، وهو أمر طبيعي اعتدنا عليه. أما علي الصعيد الداخلي فكما قلت جاءت هذه الانتخابات وسط حراك سياسي تواكب مع تعديل المادة 76 من الدستور وهو أمر أرحب به ورغم الأصوات التي شككت في صدق التوجهات وراء هذه الخطوة وفي نزاهة الانتخابات أعتقد أن تجربة الانتخابات الرئاسية أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أنها خطوة تاريخية لصالح الديمقراطية في مصر، وأن الحراك السياسي الذي ولدته، هو أبلغ رد علي المشككين في نزاهتها والمجادلين في جدواها. | |
|