فى استقبال زعيم الخراب

فعلا انه زعيم الخراب
أُطلق على الرئيس الأمريكي الحالي ـ جورج بوش الابن ـ الكثير من الألقاب خلال سنوات حكمه للولايات المتحدة الأمريكية المستمر منذ ست سنوات، منها المتدين والمتهور والمتهود المتصهين والغبي والحاقد، على العرب والمسلمين طبعاً..إلخ.. وأنا سأضيف إلى هذه الألقاب لقب الخارق، لأن ما فعله بي هذا الكائن العجيب وبسواي من عباد الله وعباد الشيطان وغيرهم من الذين لا يعبدون أحداً، لم يقدر على فعله الأنبياء والعلماء والفلاسفة والمشعوذون من سحرة وفتّاحات فأل وقارئات فنجان..فأنا مثلاً الذي لا ألتقي مع أسامة بن لادن وقاعدته وطالبانه على ظهور الحمير، أضع يدي على قلبي عندما أسمع في الأخبار العاجلة أن ثمة قنبلة هائلة قد ألقيت من طائرة أمريكية على موقع من منطقة القبائل في باكستان، أو على جبال أفغانستان، يمكن أن يكون أسامة بن لادن أو الظواهري أو ( أمير المؤمنين) الملا عمر مختبئين فيها، وأتمنى من كل قلبي أن ينفدوا من هذه الضربة ليستمروا في قضّ مضاجع الأمريكان، من فئة جورج بوش الابن، الذين لا يلذ لهم عمل كحرقنا وذبحنا وخوزقتنا نحن العرب والمسلمين..
ومن أعمال جورج بوش الخارقة أن يجعل من الذين رضعوا كره الأنظمة الدكتاتورية مع حليب أمهاتهم يحزنون على سقوط نظام صدام حسين، وتدمع عيونهم عند القبض عليه، ويتابعون مسرحية محاكمته، ثم الحكم عليه بالإعدام شنقاً حتى الموت، ويعلنون الحداد بعد شنقه، ويمضون عطلة الأعياد أمام شاشات التلفزة يتفرجون على الشهيد البطل الذي واجه الموت بشجاعة نادرة، ويلعنون الأمريكان والقادمين إلى حكم العراق على ظهور دباباتهم..
أعتقد أن جورج بوش ليس جاهلاً أو غبياً على الإطلاق كما يشاع عنه، خصوصاً في حل المسائل التي تتعلق بالعرب.. لقد قدم إلى العراق لتنفيذ مشروع صهيوني يهدف إلى تقسيم البلد الدويلات طائفية وقومية، ثم سحب التجربة إلى باقي الدول العربية والإسلامية، لتنفرد إسرائيل بزعامة المنطقة، وتحكمها إلى ما شاء الله..ومشروع كهذا لن ينجح دون تعميق الشرخ بين قوميات المنطقة وطوائفها، لتهب وتذبح بعضها بعضاً على الهوية، مثلما يحصل في العراق الآن، لهذا لم يخرج إعدام صدام حسين خارج هذا المخطط الرهيب، ولتأكيد مثل هذا الكلام بالوقائع نقول إن ثمة دولاً قليلة في العالم دقت ورقصت لإعدام الرجل، وكانت إسرائيل وفلول يهود خيبر وبني قريظة والنضير، وبعض الطامعين بنفط العراق ومقدساته، في مقدمتهم..
لو حوكم صدام حسين على ذبح الشيوعيين ورفاقه البعثيين..على الحرب العراقية الإيرانية..على غزو الكويت..على قصف حلبجة بالكيماوي..على تجويع واضطهاد شعبه، أمام محاكم محايدة مثل محكمة العدل الدولية، أو محاكم جرائم الحرب، أو محكمة الجنايات الدولية..أما أن يحاكمه خصومه، ويعدموه بالصوت والصورة على هذا النحو المفجع، ويقيموا الدبكات حول جثته، وفي قضية هي أقل من جنحة بالنسبة للجرائم التي ارتكبها، فهنا تكمن قمة التراجوكوميديا..إنها قضية الدجيل طبعاً التي أعدم فيها صدام مئة وثمانية وأربعين إنساناً، لتعرضه لمحاولة اغتيال، وأعتقد أن أي دكتاتور أصغر من ربع صدام حسين يعدم عشرة أضعاف مثل هذا العدد فيما لو تعرض لمحاولة اغتيال، وكأنهم لم يحاكموه على الجرائم الكبرى، ليبقوا الطابق مستوراً.
وقمة التراجوكوميديا أيضاً بخصوص تنفيذ حكم الإعدام أن يصرّح رئيس وزراء عراقي سابق، يتزعم الحزب نفسه الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء الحالي الذي نفذ حكم الإعدام بصدام صبيحة أول أيام عيد الأضحى وبين عيدي الميلاد ورأس السنة، أن مشيئة الله وحدها كانت وراء توقيت تنفيذ الحكم، فأيد جورج بوش الابن مثل هذا الكلام فوراً، وأكده عندما قال إنه لم يكن يعلم بساعة التنفيذ، وقد أيقظوه من حلاوة أحلامه ليعلموه بما جرى!