الخطيئة الكبرى

موضوع: الخطيئة الكبرى الأحد يناير 20, 2008 5:04 pm

بقلم عبدالله كمال
يوم الجمعه 11يناير
فى جريده روزاليوسف

اذن يبدو انك تحاول ان تقول بعض الكلام المعسول ..ياسيد بوش..بينما انت تتواجد فى
فلسطين ..لاتنسى ان رام الله هى فلسطين ..والقدس ايضا ..وربما لايكون الرئيس الفلسطينى مجاملا حين قال : راضون تماما عن نتائج زياره بوش..وربما يقول الحقيقه ..وربما كانت هناك دفعه حقيقيه فى الطريق ..ولكن الم يكن هذا هو الذى طالبنا به من البدايه ..هل تذكر ..حين بدات حكمك للولايات المتحده ..وركنت الملف الفلسطينى جانبا ..مصرا على ان هناك فى الشرق الاوسط امورا اهم..فيقول لك الزعماء العرب هذا خطأ وتلك كارثه..ولكنك كنت تصمم على ان تبق الملف المتاجج بعيدا كما لو انك تظن انه سوف يحل نفسه بالترك .

[ هذه واحده من خطاياك الكارثيه ، التى تتحمل مسئوليتها فى التاريخ ، اذا كنت تعرف قيمه احكام التاريخ ، ولكن دعنا نناقش واحده من اهم مااقترفت فى حق المنطقه وحق العالم ..الخطيئه الاكبر ..والتى جمعت فى داخلها الاثار السلبيه لترك ملف فلسطين جانبا، والنتائج المتتابعه لجريمه غزو العراق والفشل فى ادارته وهدم دولته ، الا وهى ..الهاب الارهاب العالمى ..وتوفير المناخ الملائم لتصاعده فيما انت تقول انك تحاربه .

[ هل نجحت فى القضاء على الارهاب ؟ الست زعيما للتحالف الدولى الذى قدته الى عده حروب ..والاف من التحركات الدوليه ..لكى تواجه تنظيما اسمه القاعده ..وارهابى اسمه بن لادن ..كانت دولتك واجهزتها هى التى صنعته .

[ قل لنا بدايه اين بن لادن الذى طاردته فى كافه ارجاء الارض..اين ايمن الظواهرى ..ولماذا لم ينته تنظيم القاعده ..لماذا يتواجد التنظيم اينما تحل انت وحشودك العسكريه ..ايهما اسبق على الاخر..من الذى دخل العراق اولا ..انت وجيوشك ..ام القاعده قامت بذلك بعدك..من الذى دخل الصومال اولا ..انت واجراءاتك ..ام القاعده ..ثم هاانت وحلفاؤك تعيثون عسكريا فى افغانستان منذ سنوات ..هل خرج من هناك تنظيم القاعده ..وهل انتهت البيئه التى ذهبتم لتنظيفها كى تتلاشى القاعده.

[ فى كل يوم تتوالى التفجيرات والاضطرابات فى افغانستان ..وهاهم حلفاؤك يتراجعون واحدا تلو الاخر..ولن يبق من تحالفك الدولى المحارب الا اللافته ..اليست افغانستان تلك التى دعوت الدول العربيه لان تشارك التواجد فيها ..فى مواجهه الارهاب..الذى لم تستطع ان تقوضه حتى اليوم ..اليست افغانستان تلك التى وعدت بتطويرها ..وعينت لها نظاما حاكما ..لم يقو على مواجهه الواقع المتشابك ..والمعقد ..هل تعتقد ان الصور الدعائيه الملونه لتعليم بضعه بنات فى مدرسه داخل استوديو تصوير يمكن ان تقنع العالم بان افغانستان قد تبدلت .

[ دعك من هذا كله ..الست انت الذى اشعلت مزيدا من الانقسام العالمى ..الحضارى والدينى ..بتصريحاتك المتواليه المتدخله فى ثقافات الامم..لاسيما الامه الاسلاميه ..فجعلت كل من يقف فى الحرب ضد الارهاب كما لو انه ضد الدين ..من الذى فتح العراق على مصراعيه فاعطى ايران فرصه للتواجد الكثيف ..ولان تكون معبرا ..ولان توفر مناخ التواجد للقاعده بطريقه او اخرى..ومن الذى واجه ايران فدفعها الى ترسيخ علاقاتها مع القاعده وغيرها ..ومن الذى عالج ملف لبنان بطريقه لاتبتغى استقرار البلد بقدر ماتبتغى السيطره على النفوذ السورى ..وهو ماعضد فرص الاغتيالات المتواليه والانفجارات التى لاتتوقف.

[ الجميع يتعاون معك ..بصورة او اخرى ..ليس عشقا فى جمال عيون سياساتك العظيمه ..وانما درءا للخطر ..ومواجهه للاثار السلبيه التى سببتها سياساتك ..ولكن ..هذا لم يمنع فشلك الكبير جدا ..ولو جلست فى مكتبك ..وحيدا ..او مع اخرين ..تراجع كشف حساب مافعلت فى هذا الملف الذى فتحته على مصراعيه هل انت راض حقا عما فعلت ..اذا كنت راضيا سوف نتاكد ان الخراب والدمار كان هدفك من البدايه.

[ لقد دعمت الفوضى ..وساندتها بصور مختلفه ..وساندت كل الاتجاهات الهادفه الى تقويض ركائز الدول..ونجا الثابتون من ذلك ..لكن الاخرين لم تتحقق لهم النجاه ..ودخلت دولهم فى مرحله السيوله ..واتيحت بالتالى للارهاب فرصا عظيمه لكى يتواجد اكثر ..ويمرح ..وينمو..فلا انت توقفت ..ولا انت تراجعت..ولا انت سكت ..ولا انت ساعدت التنميه فى المنطقه لكى تواجه البيئات التى يمكن ان يستغلها الارهاب .

[ حين ، اقول حين ، تصل الجهود التى تتم الان الى حل للقضيه الفلسطينيه ، حل عادل وشامل ، سوف يتراجع الارهاب ..بشرط الا تساعد انت فى المده الباقيه لك على تفجير كارثه جديده ..انت تعرف عنوانها.