مجلة الفن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مجلة الفن

رئيس التحرير : كمال سلطان
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هى فوضى 00 عندما يواجه العنف بالعنف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
كمال سلطان
Admin
كمال سلطان


المساهمات : 156
تاريخ التسجيل : 02/01/2008
العمر : 54

هى فوضى 00 عندما يواجه العنف بالعنف Empty
مُساهمةموضوع: هى فوضى 00 عندما يواجه العنف بالعنف   هى فوضى 00 عندما يواجه العنف بالعنف Emptyالجمعة يناير 18, 2008 3:00 pm

[
color=red]عندما يواجه العنف بالعنف [/color]



هى فوضى 00 عندما يواجه العنف بالعنف 9a338ff9de

فى أول بطولة مطلقة له، وتشاركه البطولة النجمة المتألقة منى شلبى، والقديرتان هالة فاخر وهالة صدقى.
فيلم ممتع.. هذا هو أول ما يتبادر لذهنك أثناء متابعتك لهذا الفيلم، نتيجة للإخراج العبقرى والتمثيل المبدع لخالد صالح ...
الفيلم يطرح فكرة هامة ومخيفة وهى أن الفوضى لابد وأن تحارب بالفوضى، والبلطجة التى تأتى من قبل الشرطة لابد وأن يقابلها بلطجة من قبل الشعب، لأن القانون والتحركات الرسمية من السهل جداً تضليلها.
الشخصية الرئيسية هنا هى شخصية حاتم ..أمين الشرطة الذى يملك نفوذا واسعاً فى المنطقة التى يحيا بها، يفرض سطوته على قسم الشرطة فيسجن من يريد ويعذب من يريد، بموافقة رئيس القسم وبإذنه.
يتميز حاتم بصفتين هامتين وهما السادية حيث يتلذذ بتعذيب الناس ورؤية ملامحهم الخائفة منه، وقد ظهر هذا فى سخريته من مصمم صور عندما قام بعمل 4 صور من الحجم الكبير بالألوان فى مقابل جنيه واحد فقط، قبل أن يقول له حاتم (إنت زعلان ..يابنى اللى مالهوش خير فى حاتم مالهوش خير فى مصر). وظهرت ساديته أيضاً فى تلذذه بتعذيب عسكرى يعمل تحت إمرته عندما وجده يتحدث مع فتاة يحبها، فأجبره على خلع ملابسه أمامها وأن يمسح بلاط السطح، وكذلك فى مشاهد تعذيبه الشديدة لبعض الشباب المتظاهر والذين هم فى السجن دون تحقيقات أو أمر بالقبض عليهم أو أى شىء.
والصفة الثانية هى حبه الشديد لأن يملك ما يريد .. إن أراد شىء أخذه بالقوة .. وهو ما جعله يغتصب حبيبته (نور- منة شلبى) لأنها رفضته واختارت لوكيل النيابة الذى تحبه ويحبها. وهنا يتألق المخرجان فى رسم شخصية حاتم وفى تصوير الصراع النفسى الرهيب الذى يمر به حاتم. فحاتم يحب نور كما لم يحب من قبل، يستطيع أن يدخل شقتها فى غيابها وأمها، ويجلس فى غرفتها ويحتضن ملابسها، ويسرق صورها ويعلقها فى غرفته بعد تكبيرها، وتركيب وجهه نور على صورة فتاة ترتدى مايوه، وهو لا يكف عن التلصص عليها، فيراقبها أثناء استحمامها من شباك الحمام محاولاً التمتع بجسدها ولو بالنظرات فقط. ويقضى ليله فى أحلام اليقظة متمنياً أن تكون له للأبد.
فى البداية كان يضايق نور فى كل وقت حتى يقنعها بالزواج منه، ولكنه كان يريدها أن تأتى إليه بقلبها، لأنه يحبها جداً وقد جعله هذا يذهب إلى كل مكان لكى يعمل حجاب يجعلها تحبه، حتى أنه قد ذهب للكنيسة، وفى هذا المشهد لفتة من المخرجين لمعاناة المسيحين فى مصر من تضييق الأمن على حرية ممارستهم للعبادة. بل ويقرر أن يرتدى باروكه لعله يبدو جميلاً لتحبه فى مشهد الاضطراب الواقع فى تلك الشخصية.
ولكن نور الآن ارتبطت بوكيل النيابة، ولم يعد هو قادراً على التعرض لها بعد أن قام وكيل النيابة بتحرير محضر عدم تعرض لها وهدده بأن يجعله يترك وظيفته كأمين شرطة.
هنا يشتد الصراع النفسى ويصل إلى قمته، فحاتم يراقب الحبيبين فى كل مكان والحسرة تملأه. ها هو قد فقد أهم شىء رغب فى أن يملكه. فيمسك مسدسه ويرغب فى الانتحار، ولكنه يعدل عن ذلك ويطلق الرصاص باتجاه صورة نور، ويفرغ كل طاقته فى تعذيب السجناء.
وقسم الشرطة هو صورة غير عادية للفوضى، تعذيب بدون وجه حق..سرقة لوحات قيمة تابعة لوزراة الثقافة كانت قد أودعتها فى القسم، يبلغ سر اللوحة نصف مليون جنيه. سجن النساء هو أقرب إلى بيت الدعارة، يفصله عن سجن الرجال حائط به فتحة صغيرة ينظر منها الرجل إلى الأجساد العارية مقابل خمسة جنيهات. كل من يدخل القسم هو فى خطر فقد لا يخرج منه إن أراد حاتم هذا ... يسجن من يريد ويحبس من يريد ويفرج عن من يريد.
حاتم قرر أن يتحدث مع نور حديثاً ودياً حدثها فيه عن حبه الشديد لها، وعن طفولته المعذبة، وحسناً فعل المخرجان عندما جعلوا عرضه لطفولته عرضاً مكرراً سمعه الجميع مائة مرة من قبل على غرار " ولدت يتيماً وعمى كان يضربنى وخالتى تسمح لى بدخول الحمام بإذن". حتى لا يشعر المشاهد بأن هناك مبرر للفوضى التى يمارسها حاتم. حاتم بعد أن وجد رفض نور له قرر أن يقلبها فوضى فاختطفها واغتصبها وأثبت للقانون أنه لم يكن موجوداً وقتها.
هنا يدخل الفيلم فى عمق الفكرة ...من يواجه فوضى حاتم ... القانون أم الفوضى المماثلة ... القانون فشل حيث كان من السهل تضليله من قبل حاتم وأعوانه بينما الفوضى والبلطجة كانتا هما الحل. مشهد فانتازى من المخرجان جعل فيه نصف أهل شبرا يقوم بمظاهرات على قسم الشرطة بغية القضاء على حاتم بعد معرفتهم لما حدث لنور فحمل كل منهم الظلم الذى تعرض له من قبل حاتم وذهب للقسم لينتقم. وفى نفس الوقت كان وكيل النيابة يكشف ألاعيب رئيس القسم ويستطيع أن يتوصل لخيط هام كانوا قد أخفوه داخل القسم وهو مساعد حاتم فى اختطاف نور. هنا قال وكيل النيابة جملة الفيلم (بلطجة مقابل بلطجة) وسحب السلاح منمساعد رئيس القسم المتواطىء وأجبره بفتح زنزانة سرية وضع فيها مساعد حاتم بعد إخفاؤه من قبلهم حتى لا يتوصل إليه أحد.
فى الوقت نفسه كان حاتم بين أيدى الناس يضربونه ويعلنون ثورتهم عليه فى دعوة من المخرجين لمقابلة البلطجة بالبلطجة ..
ينتهى الفيلم بطلقة من مسدس حاتم ناحية وكيل النيابة أثناء احتضانه لنور أصابت كتفه ...لماذا هذه الطلقة ؟ ... قد تكون الفكرة أن حاتم لن يقضى عليه بسهولة فهو مستمر فى الإيذاء حتى لو كان فى نهايته. وقد تكون تلميح بأن مساوىء رجال الشرطة الغير شرفاء قد طالت سمعة الشرفاء.
وفى النهاية يقتل حاتم نفسه لأنه فشل فى الحصول على شىء أراده، ولأنه فقد كل نفوذه بعد صدور أمر بالقبض عليه، فهو لا يحتمل أبداً أن يُذل.
فكرة الثورة ومقابلة الفوضى بالفوضى ليست بجديدة ... بل قدمت من قبل فى عدة أفلام، فقدمت فى فيلم شىء من الخوف، وقدمها وحيد حامد فى فيلم النوم فى العسل، وقدمها بلال فضل بشكل هزلى فى فيلم سيد العاطفى ... كل هذه الأفلام عرض فكرة ثورة الشعب على الظالم أو الاعتراض على وضع سيء. والحق أن مستوى عرض الثورة فى الفيلم لم يكن جيداًن فقد ظهرت الثورة بشكل مفاجىء وكأن الناس قد قررت فجأة أن تنتقم مع أول صوت ينادى بالثورة، بينما كانت الثورة فى فيلم شىء من الخوف أعمق حيث ولدت تدريجياً، فكان الاعتراض الصامت والاكتفاء بالكلمات الساخطة والدعاء على عتريس وأعوانه سراً فى البداية، ثم وصل الأمر للمناقشة العلنية فى المسجد بعد زواج عتريس من فؤادة، ثم بلغ الأمر قمته لما مات ابن الشيخ ابراهيم فى يوم عرسه. وفى فيلم النوم فى العسل كانت الفكرة عميقة للغاية، فقد جربت الناس كل شىء بعد أن فقد أعز ما تملك، جربت الشعوذة والسحر والطب والشكوى والسخرية، قبل أن تعرف أن الحل الوحيد فى التظاهر والاعتراض فى مشهد من أروع المشاهد فى تاريخ السينما المصرية لما قاد الفنان الكبير عادل إمام الشعب كله فى مظاهرة متوجهاً نحو المسئولين.
أضعف مشاهد الفيلم هو مشهد دخيل على القصة لا أجد له هدفاً سوى صراع فكرى بين المخرجين وجماعة الإخوان. فقد ذهبت نور وأمها لأحد نواب الإخوان أثناء الانتخابات من اجل أن يجد لهم حلاً، فإذا بالصورة التقليدية المملة التى لا تمت للواقع بصلة، تلك الصورة التى تمثل نواب الإخوان بلحية وحركات عين زائغة وطمع للسلطة واضح وظاهر للعين والتحدث بألفاظ صعبة لا تفهم. هذا المشهد لم يحترم مشاعر الملايين ممن ذهبوا إلى صناديق الاقتراع لترشيح نواب الإخوان رغم البلطجة والحبس والمنع والضرب. ولكن يبدو أن المخرجين كانا يريدان أن يقولا للناس " ها ها ها ...لقد خدعكم الإخوان ...أرأيتم".
أروع ما فى الفيلم هو الطريقة التى رسمت بها شخصية حاتم ... الشخصية المتسلطة الظالمة الرومانسية الواثقة والفاقدة للثقة والراغبة فى ملك كل شىء بالقوة إلا الحب، فلما فشلت فى أن تملكه باللين، ملكته بالقهر.
فيلم "هى فوضى" ...هو دعوة لمقابلة الفوضى بالفوضى ... وهى دعوة قد تبدو غريبة خصوصاً وأن ما يحدث بالعراق هو خير دليل لنتائج مجابهة الفوضى بالفوضى.
ولكنه فيلم ممتع ولا شك [/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://kamalsultan.blogspot.com/
 
هى فوضى 00 عندما يواجه العنف بالعنف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مجلة الفن :: نقد سينمائى-
انتقل الى: