كنت وظفه وارحنا ..ياسياده الرئيس

بقلم عبدالله كمال
جريدة روزاليوسف اليوميه - 20-1-2008

[ تلقيت على مدى الايام الماضيه بضعه طلبات من قنوات فضائيه ، ترغب فى ان اناقش مقالات الكاتب محمد حسنين هيكل ، المسماهخطابات مفتوحه للرئيس مبارك)..او تلك التى وصفت بانها المقالات المحجوبه..

[واستطيع ان اتفهم مبررات تلك القنوات فى طلب استضافتى فى ضوء ماكتبت من قبل من انتقادات منهجيه محدده لما قال هيكل فى عام 2006 وماقبله بقليل.. غير انى آثرت ان اؤجل ذلك بضعه ايام اخرى ..ليس فقط لكى لااعلق قبل ان تتكامل امامى بعض ملامح ماينشر هيكل من بضاعته القديمه فقط..ولكن ايضا حتى لااحرق على الجريده التى اتولى مسئوليتها ماسوف اكتبه من تعليق ..قد يطول..وسوف ابدأ نشره (ربما) يوم الثلاثاء..وهو تعليق سوف استعين فيه بمنهج مختلف عن تناولاتى السابقه.

[ غير انى توقفت مليا امام ماقال الكاتب محمد حسنين هيكل ، فى برنامجه الذى تذيعه قناه الجزيره (مع هيكل)..وفى حلقته الاخيره ادهشنى هيكل انه اعرب عن استغرابه لان البيان الذى القاه الرئيس مبارك بعيد التقاءه الرئيس الامريكى جورج بوش..قد تطرق الى التعاون الاورومتوسطى .

[ لقد كان الكاتب محمد حسنين هيكل يقرأ من ورقه مكتوبه ..عل غير عادته فى الالقاء الشفوى المعتمد على حضور الذهن..ومالفت نظرى ان ماقاله لم يحدث من الاصل ..ولم يتطرق البيان الرئاسى غير الدافىء فى ما بعد لقاء بوش الى اى شىء يتعلق بموضوع المتوسط..وهى مسائل ربما اختلط الامر على الكاتب محمد هيكل ..فلم يفرق بين التصريحات الصارده بعد لقاء ساركوزى ومبارك وعبدالله جول ومبارك...وهما اللذان تم التطرق خلالهما وبعدهما الى موضوع الامن الاورومتوسطى وجوانب تعاون مصر واصدقائها الاوربيين فيه.

[ ان وصفى للبيان بانه غير دافىء هدفه ان اشير الى ان الصياغه كانت محكمه جدا ..وتحمل دلالات محدده..بدءا من استخدام كلمه واحده للترحيب بالرئيس الامريكى ..اذ قال مبارك (ارحب بالرئيس الامريكى بوش)..ولم يقل مثلا (اسعدنى ..اعرب عن سعادتى)..او كلمات من هذا النوع.

[ وبخلاف ذلك فان البيان كان نوعا من اعلان المواقف والثوابت المصريه ..اكثر من كونه تعبيرا عن المضمون الشامل للمحادثات..وبالتالى كان ان ركز مبارك على محوريه القضيه الفلسطينيه فى استقرار الشرق الاوسط وعلى ترابط امن مصر مع امن الخليج.

[ اذن من اين اتى الكاتب محمد حسنين هيكل بان مبارك نطرق فى بيانه الى موضوع الامن الاورومتوسطى ..والى اى معلومه استند فى اعلان استغرابه واندهاشه..ملقيا اللوم على من كتب البيان ..لست ادرى ..ولا اريد ان امضى فى استنتاجات تزعج مريدى هيكل ..والمصدقين لاى مما يقول ..حتى لو كان غير دقيقا بالمره.

[ عموما ، لاينفصل هذا عن السياق الاساسى للطريقه التى يريد ان يتعامل بها الكاتب محمد حسنين هيكل مع الحكم فى مصر..وهى طريقه تعتمد على التواتر فى دورات ..بينها فوارق زمنيه قلت المساحات فيما بينها فى السنوات الثلاث الاخيره ..وبالتحديد منذ اعلن استئذانه فى الانصراف الذى لم يتم فى عام 2004.

[ و ليس بعيدا عن تحليل اى شخص ، كما انه ليس بعيدا عن اى مطلع على المعلومات ، ان السياقات التى يقدم فيها اقواله وكتاباته حول مصر الحاليه ..لها علاقه بالتاريخ المهنى والسياسى للكاتب نفسه ..الذى تملا نفسه غصتين محوريتين ..الاولى من الرئيس السادات – رحمه الله – حين استبعده..ومن الرئيس مبارك الذى لم يقربه ..ولم يجعله كاتب خطاباته...وبين مستشاريه.

[ ان اعاده قراءه ماكتب هيكل ويقول لاتخرج عن هذا ..وبما فى ذلك الخطابات المبكره التى ارسلها الى الرئيس مبارك فى صوره مقالات فى عام 1982 ..وهى وفق مانشر هيكل ليست سوى بدايه ..لها مابعدها ..كما يفهم من سياقه.

[ وتلك واحده من النقاط التى ساعود اليها ..حين اكتب تعليقى على مجموعه الخطابات ..وماحولها ..الى الحد الذى يدفعنى لان اطالب الرئيس مبارك بان يقبل الفصل فى طلب التوظيف المقدم له منذ 25 عاما ..دون ان يعلق عليه ..ويريح الراى العام من جدل قد لايكون مفيدا ..ومتاهات لغويه يسفر تحليل مضمونها عن نتائج مروعه.

[ ماعلينا ، لقد مضت هذه الفرصه ..منذ اللحظه التى حصل فيها هيكل علىارقام مكتب الرئيس ..ورد على ذلك بانه سوف ينتظر اتصال الرئيس..لكن الرئيس لم يتصل حتى الان ..فيما هيكل ينتظر منذ ربع قرن